منن بأيسر شكرها أعييتني

مِنَنٌ بِأَيْسَرِ شُكْرِهَا أَعْيَيْتَنِي

فمتى أَقومُ بشكرِ مَا أَوْليتَنِي

أَعطيتَنِي ذُخْرَ الزَّمَانِ وَإِنَّمَا

شرفَ الحياةِ وَعِزَّها أَعطيتني

لَبَيْكَ شاكرَ نعمةٍ أَنت الَّذِي

لما دعوتُ غِياثَها لَبَّيْتَنِي

فَقتلْتَ هَمّاً ذُقْتُ حَدَّ سيوفِهِ

بسيوفِ إِنعامٍ بِهَا استحيَيتَنِي

وخَطَطْتَ بالكَفِّ الكريمةِ مُلحَقِي

والفخرُ فخري منك إِذ سمَّيْتَنِي

حَسْبِي فحين ذكرتَنِي كَرَّمْتَنِي

وكفى فحين نطقتَ بي أَعييتَني

ذكراك أعظمُ نِعمةٍ أَلبستني

ورضاك أعلى خُطَّةٍ وَلَّيتَني

ففداؤك الأَملاكُ يومَ سمعتَني

لهفانَ فِي أَسرِ الأَسى ففديتَني

وسُقيتَ غيثَ النصر حين بَصُرت بي

ظَمْآنَ ملتهبَ الحشا فسقيتَني

آواك ظِلُّ اللهِ فِي سلطانِهِ

ونعِيمِهِ بجزاءِ مَا آويتَني

ورَعى لَكَ الرحمن مَا اسْتَرْعاكَهُ

من دِينِهِ أَجْراً بما راعيتَني

وشَفى سُيُوفَكَ من عِدَاكَ وَقَدْ سَطَا

هَمٌّ أَموتُ بِدَائِهِ فَشَفَيْتَنِي

وكُفيتَ مَا اسْتُكْفيتَ يومَ أَلَمَّ بِي

هَمٌّ أَناخَ بكلكلي فكفيتَني

فكأنما استيقَنْتَ مَا لَكَ فِي الحشا

من طاعةٍ ونصيحةٍ فجزيتَني

وعلمتَ أَنِّي فِي وفائك سَابِقٌ

فَسَبَقْتَ بالنعم الَّتِي وَفَّيْتَنِي

فلوَ اَنَّ آمالي بقربِكَ أَسْعَفَتْ

مَا قُلتُ بعد بلوغها يَا ليتَني

حتى أُقَبِّلَ كُلَّما قابلتُها

كفّاً بجودِ عطائها أَحْيَيْتَنِي