ولا في سرور العيد نحن مهنوه

وَلا فِي سرورِ العيدِ نحنُ مُهَنُّوهُ

ولا فِي سريرِ الملكِ نَحْنُ مُحَيُّوهُ

فلَهفِي عَلَيْهِ والكُمَاةُ تهابُهُ

ولهفي عَلَيْهِ والملوكُ مُطِيعُوهُ

ولهفي عَلَيْهِ والوغى تَسْتَخِفُّهُ

ولهفي عَلَيْهِ والكتائِبُ تَقفُوهُ

ولهفي عَلَيْهِ والضُّيُوفُ تزورُهُ

ولهفي عَلَيْهِ والرَّكائِبُ تَنْحُوهُ

ولهفي عَلَيْهِ والأَمانِي تَؤُمُّهُ

ولهفي عَلَيْهِ والخلائِقُ ترجُوهُ

ولهفي عَلَيْهِ والمصاحِفُ حَوْلَهُ

يخُطُّ كتابَ اللهِ فِيهَا ويتلُوهُ

ولهفي عَلَيْهِ حاضِراً كُلَّ مَسْجِدٍ

وداعُوهُ أَشياعٌ لَهُ ومُصَلُّوهُ

تَلَهُّفَ قلبٍ لَيْسَ يشفي غليلَهُ

سوابِقُ دمعٍ لاعِجُ الحزنِ يحدوهُ

وأَشكو إِلَى الرحمنِ تَرْحَةَ فجعَةٍ

بمن لَمْ يَبِتْ داعٍ إِلَى اللهِ يَشْكُوهُ

وأَدعو لديهِ فوزَ رَوْحٍ وراحَةٍ

لمن لَمْ يَزَلْ يدعُو إِلَيْهِ ويدعُوهُ

وإِنْ جَلَّ فينا فقدُهُ ومصابُهُ

ليبلُونا فِي الصبرِ عنهُ ويَبْلُوهُ

فقد عَوَّضَ الإِسلامَ من فقدِ نَفْسِهِ

هلالَ سماءٍ لا يضِلُّ مُهِلِّوهُ

وبحراً سقاكُمْ رِيَّ جودٍ وأَنْعُمٍ

فَسَقُّوهُ إِخلاصَ الصدورِ ورَوُّوهُ

وسيفاً حَباكُمْ صَفْحَهُ ومضاءهُ

فصُوغُوا لَهُ حُرَّ الوفاءِ فَحَلُّوهُ

فقد حتمَ الدهرُ الَّذِي حَلَّ خطبُهُ

بأَنْ لَيْسَ إِلّا بالمُظَفَّرِ يَجْلُوهُ

ومن كَانَ لا يعدو الرياسةَ سعيُهُ

فليسَ تباشِيرُ الرياسةِ تَعْدُوهُ

بهَدْي من المنصورِ لَيْسَ يُضيعُهُ

عَلَى سَنَنٍ من سعيِهِ لَيْسَ يَأْلُوهُ

فلولاكَ يَا يحيى لهُدَّتْ لِفَقْدِهِ

ذُرى عَلَمٍ أَذواؤكَ الغُرُّ بانُوهُ

ولولاكَ يَا يحيى لماتَ بِمَوْتِهِ

رجالٌ بأَحرارِ القلوبِ مُوَاسُوهُ

وَمَا رَغِبُوا عن نفسِهِ بنفوسِهِمْ

وَقَدْ ذاقَ طَعْمَ الموتِ حَتَّى يذوقُوهُ

ووُدِّعَتِ الأَرواحُ عند وداعِهِ

وضلَّ سبيلَ الصَّبْرِ عنه مُضِلُّوهُ

وقلَّبَتِ الدنيا قلوباً وأَنفُساً

فلا العيشُ محبوبٌ ولا الموتُ مكروهُ

فلا فَضَّنا دهرٌ وأَنتَ تلُمُّنا

ولا مَضَّنا جُرْحٌ ويمناكَ تَأْسُوهُ

ولا وُقِيَ الإِشراكُ مَا مِنْكَ يُتَّقى

ولا عَدِمَ الإِسلامُ مَا منكَ يرجُوهُ