ألم بمولانا الخليفة يوسف

ألَمٌ بمَوْلانا الخليفَةِ يوسُفِ

تُلْفي القُلوبَ به رهينَ تأسُّفِ

ألمٌ يقَلِّبُ قَلْبَ كُلِّ مُوحّدٍ

ويغادِرُ الإسْلامَ حِلفَ تخَوُّفِ

ما كانَ نورُ الصّبحِ لمّا أن بَدا

مُتهَلِّلاً عندَ الطّلوعِ بمُنْصِفِ

حتى يُرَى موْلى الخلائِفِ يوسُفٌ

ممّا لديْهِ من التألّمِ قد شُفِي

أوَ ما تخال الزُّهْرَ غيرَ منيرَةٍ

في أفْقِها والزَّهْرَ غيرَ مُفوَّفِ

والنورَ لا يُبْدي ابْتِسامَ ثُغورِه

والغُصْنَ لا يَثْنيهِ لينُ المَعْطِفِ

والخيْلَ ساهمَةَ الوُجوهِ كأنها

ما أُرْسِلَتْ لِقتالِ باغ مُسْرِفِ

والسّابِقاتِ كأنّهُنَّ نواظِرٌ

بُهِتَتْ فهُنَّ لأجْلِهِ لم تَطْرِفِ

والمُرْهَفاتِ تقول في أغمادِها

يُشفَى الإمامُ وفي عِداهُ نَشْتَفي

موْلايَ عبدُكَ عندَ ذلكَ شأنُهُ

دمعٌ يصوبُ ولوعةٌ لا تنْطَفي

فالقلبُ قلّبَهُ على جمْرِ الغَضى

كلَفٌ به قد حلّ دونَ تكلّفِ

أُمْسي وأُصْبِحُ لا أرَى مَلكَ الهُدَى

كَلِفاً أُطيلُ تشوّقِي وتشوّفِي

وقد اغْتَدى اليومَ البشيرُ مُبشّري

وبراحةِ الموْلَى الهُمامِ معرِّفي

فبذلْتُ من روحي وما كسَبَتْ يَدي

ما عزّ عِندي في الوُجودِ ولمْ أفِ

فورُودُه أحْلى لديّ على الظما

من مَوْرِدٍ عذْبٍ وظلٍّ أوْرَفِ

قصْدي لدى موْلايَ تقْبيل الثرى

فبهِ علوُّ مكانتي وتشرُّفي

وهَناءُ عُلْياهُ براحتِهِ التي

هزّتْ لدينِ الله أشرَف معْطِفِ

قد كان غابَ عنِ العيونِ فلمْ أزَلْ

أرْجو مُشاهَدة المحَلِّ الأشْرفِ

وأقولُ ليتَ الدّهْرَ يُسْعِفُ مَقصدِي

بلقائهِ والدّهْرُ ليسَ بمُسْعِفي

والشّوْقُ يُذْهِبُ سَلوَتي وتصبّري

حتّى لجأتُ لكَتْبِ هذِي الأحْرُفِ

جُدْ باللّقاءِ فذاكَ أيْسَرُ مطْلَبٍ

لفتىً يهُبُّ لهُ هُبوبَ المَشْرَفي

لازِلْتَ يا مَوْلَى الملوكِ مُصاحِباً

للنّصْرِ والتّخليدِ واللُطْفِ الخَفي