زمان وصاله هلا يعود

زمانُ وِصالِه هَلّا يَعودُ

وكيفَ وطَيْفُهُ ما إنْ يَعودُ

هو الظّبيُ الذي أمْسَتْ جُفوني

تُسَهِّدُها لواحظُهُ الرّقودُ

ألا بأبي عُهودٌ قد تقضّتْ

فهلْ دهْرٌ بعَوْدَتِها يَجودُ

سَقى عهدَ الأحبّةِ عهدُ دمْعٍ

إذا ما الغيثُ أخْلَفَهُ يَجودُ

ففي تلْكَ المعاهِدِ سانِحاتٌ

ظِباءٌ تُرْهِبُ الآسادَ غيدُ

ومن تلكَ البُدورِ بها وُجوهٌ

ومن تلكَ الغُصونِ بها قُدودُ

ورُبّ عقيلةٍ ملَكَتْ فؤادي

لها في حُسْنِها شأوٌ بَعيدُ

لقدْ عذُبَتْ مواردُها وساغَتْ

فأضحَى للظِّماءِ بها وُرودُ

لقد نَقعَتْ غَليلَ الشّوقِ لمّا

غَدا بينَ الضّلوعِ لهُ وقودُ

على حُكْمِ الوِدادِ بها حَباني

صديقٌ في فضائِلهِ وَحيدُ

أقرَّ لهُ العِدى بالفضْلِ طُرّاً

وهلْ للشّمْسِ إن لاحَتْ جُحودُ

لقدْ زانَ النّظامَ ولم يزِنْهُ

وربَّتَما يزينُ السّلْكَ جيدُ

فدامَ مَدى اللّيالي في سُعودٍ

على رغمِ الحواسِدِ لا تَبيدُ