سمعا فقد نطق اللسان المفصح

سَمْعاً فقد نطقَ اللسانُ المفصِحُ

ببشائِرٍ غاياتُها لا تُشْرَحُ

فالكوْنُ من طرَبٍ بها متهَلّلٌ

وملامِحُ الدنْيا بها تُتَلَقّحُ

والأفْقُ أبْداهُ الظّلامُ حديقةً

فالزُّهْرُ أزْهارٌ بهِ تتفتّحُ

والرّوضُ يرْفُلُ في غلائِلِ سُنْدُسٍ

غُصْنُ النّقا ما بيْنَها يترنّحُ

يا مَنْ لهُ البيتُ العَتيقُ وزمْزَمٌ

ومِنىً ومكّةُ دارُهُ والأبْطَحُ

أهيَ المآثِرُ حيثُ قام خَطيبها

أمْ طيبُ هبّاتِ الخَمائِلِ ينفَحُ

وهي المَفاخِرُ في النّدى أو في الهُدَى

مُتفجّرٌ لك فجْرُها المتوضّحُ

لو مَثّلوها للوفودِ لآلِئاً

لتختّموا بنَظيمِها وتوشّحوا

حيثُ البُدورُ تودُّ في آفاقِها

لو أنّها بسَنائِها تسْتَصْبِحُ

يا وافِداً من عالم الأكْوانِ هلْ

روْضُ الوجودِ وقد أتَيتَ مُصوِّحُ

يا صُبْحَ هدْيٍ ساحِباً ذيلَ العُلى

تشْدو الرّفاقُ بذكْرِهِ وتُسَبِّحُ

يا ابْنَ الذي تسْري الرّكابُ وجاهُهُ

ظِلٌّ ظَليلٌ والهواجِرُ تلْفَحُ

يا سَبْطَ مَنْ حاز النّبوءَةَ والهُدى

وبنُورِه غصّ الفضاءُ الأفْيَحُ

هلْ في مكانَتِهِ التي قد نالَها

جِبْريلُ يطْمَعُ أو إليها يطْمَحُ

إنْ كُنتَ مبْغومَ الجوابِ فإنّني

أبداً أنادي مُثْنِياً وأصرِّحُ

للهِ منْكَ مَناقِبٌ أحْرَزْتَها

كالشّهْبِ في أفُقِ السّماءِ تُلوِّحُ

أوَ ليسَ والدُكَ الذي آثارُهُ

أحْلى من الصُبْحِ المُنير وأوْضَحُ

هيْهاتَ للشّمْسِ المُنيرةِ هَدْيُهُ

والشّمسُ تحجُبُها السّحابُ وتوضِحُ

أوْ هلْ تُجاري كفَّهُ سُحُبُ الحَيا

والطّبْعُ أكْرَمُ والسّجيّةُ أسْمَحُ

وأبو المعالي عمّك العَلَمُ الذي

لمحلِّه ما للكواكِبِ مطْمَحُ

لوْلا مآثِرُهُ الكريمةُ لمْ تكُنْ

خيْلُ اليَراعةِ في مداهَا تجْمَحُ

هذا وجدُّك أوْحَدُ الدّهْرِ الذي

عن جودِه تُرْوى السّحابُ الدُّلحُ

علَمٌ بحَمْلِ العِلْمِ زادَ تواضُعاً

ووقارُهُ أعْلامَ رَضْوَى يرْجَحُ

فالحِلْمُ منهُ سجيّةٌ معْهودةٌ

والعِلْمُ منهُ ديمةٌ تُسْتَمْنَحُ

فاهْنأ بهِ ولكَ البقاءُ مُخَلَّداً

والسّعْدُ يخْفقُ والمقاصِدُ تنْجحُ

فلحُبّكُمْ يا آل بيْتِ محمد

بيْنَ الجوانِحِ كُلّ قلْبٍ يجْنَحُ

أوَ ما بذاكَ اللهُ جَلّ جلالُهُ

يعْفو عنِ الذّنْبِ العظيمِ ويصْفحُ

وإلَيْكَها غرّاءَ راقَ جمالُها

فالعيْنُ منها في رياضٍ تسْرَحُ

ألْفاظُها وُرْقٌ لدى أوراقِها

بالحقِّ تصْدَعُ أو بحمْدِكَ تصْدَحُ

لازِلْتَ يا معْنى الفضائِلِ آمناً

واللهُ يُعْطي ما تشاءُ ويمْنَحُ