فتاة بربعي رحلها سحرا حطا

فتاةٌ برَبْعي رَحْلُها سَحَراً حُطّا

وللّيْلِ فَوْدٌ بالصّباحِ قدِ اشْمَطّا

فلوْ جِئْتُها بالبَدْرِ تاجاً مُكَلَّلاً

بِدُرِّ الدّرارِي أو بجَوْزائِهِ قُرْطا

وأهْديْتُها وُشْحاً منَ البَرقِ مُذْهَباً

ونظّمْتُ من زُهْرِ النّجومِ لها سِمْطا

لَما كنتُ قدْ وفّيتُ بعضَ حُقوقِها

ولا كان عدْلاً ما وهَبْتُ ولا قِسْطا

وإنّ أباها في ذَوي النّظمِ أوْحَدٌ

فلوْ نُظِموا عِقْداً لكانَ لهُ وُسْطَى

ولو أنصَفَ الدّهْرُ الأبيُّ قِيادُهُ

وعوّضَتِ الأيامُ من قَبضِها بَسْطا

ورامَتْ بالاسْتِحْقاقِ إعْلاءَ قدْرِه

لما كان عن أعْلى المراتِبِ مُنْحَطّا

أما هذهِ أبْكارُ أفكارِه التي

تجلّتْ فلمْ ترْضَ النجومَ لها رَهْطا

ترامَتْ بدُرّ اللفْظِ أبْحُرُ فِكْرِهِ

وحلّتْ لدَيْهِ الطّرْسَ تحسِبُهُ شطّا

فدونَكَ زُهْرَ الأفْقِ فاسْتَجلِ نورَها

ودونَكَ زهْرَ الروضِ فلتجنِهِ لَقْطا

أبا الفضْلِ لا تسْتَبْط حَظّاً من العُلَى

ستَبْلُغُ ما أمّلتَ منهُ وإن أبْطا

فَفي حُكْمِك الآدابُ مُلّكْتَ رِقَّها

وهلْ مانِعٌ من ذاكَ واللهُ قد أعْطى

ودونكَها من خالص الوُدّ قلبُهُ

لميثاقِهِ قد أحْكَمَ العَقْدَ والرَّبْطا