ما لقلبي يصبو ودمعي يصوب

ما لقَلبي يصْبو ودمعي يَصوبُ

عندَما بانَ منزِلٌ وحَبيبُ

تركَ الوجدُ في فُؤادي بَقايا

عنْدَ ذكراكَ في الدّموعِ تَذوبُ

ليتَ شعري متى يعودُ زمانٌ

قد تقضَّى بوصلنا ويؤوبُ

أين ليلٌ نعمتُ فيه بِلَيلى

وعلينا من النجوم رقيبُ

وسط روضٍ حكى الشمائلَ منها

إنْ هَفَتْ شمْألٌ وهبّتْ جَنوبُ

فهْيَ تحْكيهِ إذ يَروقُ جَمالاً

زهْرُهُ أو يَميلُ منهُ قَضيبُ

إذ لَها بهجَةٌ وحُسْنٌ عجيبٌ

وجمالٌ بادٍ وعَرْفٌ وطيبُ

منطِقٌ ليّنٌ وعينٌ كحيلٌ

وقَوامٌ لدْنٌ وثغْرٌ شَنِيبُ

وعَذولٍ جَفا وللقَلبِ وجْدٌ

جمْرُهُ في جَوانِحي مَشْبوبُ

قال لي أيَّ مطْلَبٍ تبْتَغيهِ

قلتُ مالِي منْ بعدِها مَطْلوبُ

قال دعْها وسَلِّ قلبَكَ عنْها

قلتُ هَلّا للعاشقين قُلوبُ

قال نقّلْهُ ساعةً عنْ هَواها

قلتُ ما فيهِ للوجودِ نَصيبُ

قال قد عذّبَتْكَ هجْراً وصدّاً

قلتُ فيها يُسْتَعْذَبُ التعْذيبُ

قال لي قد تمنّع العطْفُ منْها

قلتُ مهْلاً فالعِطْفُ منها رَطيبُ

قال هلْ يُقْنِعُ المشوقَ خيالٌ

قلتُ لوْلا أنّ الخَيالَ كَذوبُ

قال ماذا جَفا فؤادَك منها

قلتُ سهْمُ اللّحاظِ وهْوَ مُصيبُ

قال هَلْ طابَ بعدَها لكَ عيشٌ

قلتُ دون الوِصالِ كيفَ يَطيبُ

قال هل حالَ منكَ بالبُعْدِ حالٌ

قلتُ حالِي مَدامِعٌ ونَحيبُ

قال هل تنقَعُ الدموعُ غَليلاً

قلتُ طيَّ الضّلوعِ منْها لَهيبُ

قالَ ما رقّ منْكَ بعْدَ نَواها

قلتُ جسْمٌ وأدْمُعٌ ونَسيبُ

أصبَحَ القلبُ عاشِقاً في حُلاها

فلهُ طَيَّ أضْلُعي تَقْليبُ

كلّما روّعتْهُ شمسُ ضُحاها

بغُروبٍ للدّمْعِ منّي غُروبُ