معالم الدولة النصرية اتضحت

مَعالمُ الدّولةِ النّصْريّةِ اتّضَحتْ

بيوسُفٍ ومَرامي قصْدِهِ نجَحَتْ

موْلىً لبذْلِ النّدَى والبأسِ راحَتُهُ

بالسّيفِ كم سفَحَتْ للسّيْبِ كم صفَحَتْ

حُسامُهُ تحتَ دوْحٍ من عوامِلِهِ

يسيل نهْراً ونارُ الحَرْبِ قد لفَحَتْ

يحمي ويَبذُلُ ما تحْوي خزائِنُهُ

للهِ ما منعَتْ يُمْناهُ أو منَحَتْ

ثبْتٌ إذا ارْتاعَتِ الأبطالُ يومَ وغىً

سمْحٌ يُنيرُ مُحيّاهُ وقد كلَحَتْ

تراهُ بَدْراً وليلُ النقْعِ مُنسَدِلٌ

ومَوئلاً وبحارُ الرّوعِ قد طفَحَتْ

ومولِدٍ عمّتِ الدُنْيا بَشائِرُهُ

كالشمْسِ أنوارُها في أفْقِها وضحَتْ

وافَى بهِ شهرُ ميلادِ الذي بظُبا

كفّيْكَ مِلَّتُهُ الغرّا قدِ اتّضَحَتْ

راقت بهِ دوحةُ الإسْلامِ وابتهجَتْ

واليُمْنُ فوقَ رُباها طيْرُهُ سنحَتْ

فارتاحَتِ السُمْرُ والبيضُ الرّقاقُ إلى

يُمناهُ والخيل في ميدانِها مرحَتْ

جَلا مُحيّاً يروقُ النّاظرينَ سنىً

لوْ أنّ شمسَ الضحى جارتْهُ لافتضَحَتْ

أهْلاً بِها غرةً غرّاء لو لمَحَتْ

صبْغَ الدّياجي بأنوارِ الهُدى لمحَتْ

فاهْنأْ بهِ وبصِنْوَيْهِ وقِرَّ بهِمْ

عيْناً ودُمْ ما هَدَتْ عينٌ وما سرَحَتْ

وقبلَهُ وافَتِ الأجْفانُ مُهْديةً

بُشْرَى بها فوق لُجِّ البحْرِ قد سبحَتْ

بُشْرى أتتْكَ من المسْعودِ قائِلَةً

هَذي الصِّفاحُ دَمَ الأعْداءِ قد سفحَتْ

فمن مطالِعِ أنوارٍ بها اتّضحَتْ

ومن ميادين آمالٍ بها انفَسحَتْ

وقبْلُ والِدُهُ الأرْضَى وهَبْتَ لهُ

ما لا تَجودُ به نفْسٌ ولا سمَحَتْ

لكنّ ضيّعَ بعضَ الحزْمِ حينَ أرَى

مَيْلاً إلى فئةٍ غَشّتْ وما نصحَتْ

فقُمتَ بالأمْرِ ثَبْتَ العزمِ ثانيةً

حتى كأنّ جُيوشَ النّصرِ ما برِحَتْ

وفَّيْتَهُ حقَّهُ من كلِّ مكْرُمَةٍ

وإن نأتْ بكَ عنهُ الدّارُ أو نزَحَتْ

أدارَتِ الرومُ أكْواسَ السّرورِ إلى

أن صحّ عزْمُكَ فارْتاعَتْ لهُ وصحَتْ

بالأمْسِ قد جَمَحَتْ في غيّها ودَعَتْ

للحرْبِ واليومَ نحْوَ السِّلْم قد جنَحَتْ

هذا هُوَ النصْرُ وافتْ من كتائبه

جِيادُ عِزٍّ بمَيْدان العُلَى جَمَحَتْ

هذا هوَ الصُّنع راقَتْها مصانِعُهُ

لمُرْتَقى أوْجِها أبْصارُها طمَحَتْ

سُدَّت على المُعْتَدي أدْنى مذاهِبه

وإن أقْصى بلادٍ عندهُ فُتِحَتْ

فَيا مُكثّرَ حُسّادي بأنْعُمِه

ويا مُغرِّبَ آمالي التي نزَحَتْ

أوْلَيْتَني من عَميم الجودِ ما بهِجَتْ

بهِ النّفوسُ ونالَتْ كلّما اقترَحتْ

لِذاك يا ملِكَ الدنيا وبهْجتَها

حمائِمُ الفِكْرِ في روْضِ المنَى صدَحَتْ

وعبْدُ نعْماكَ يُبْدي من مدائِحِه

أزاهِراً في رياضِ الطّرْسِ قد نفحَتْ

أفْكارُهُ عن بُلوغِ القَصْدِ قد وقفَتْ

في المَدْحِ إذ سرَحَتْ والوَصْفَ ما شرَحَتْ

أنّى أوَفّي وقدْ أصْبَحْتُ ممْتدِحاً

ذاتاً بآيِ كِتاب اللهِ قد مُدِحَتْ

تُبْدي المدائِحُ من أوصافِها دُرَراً

بِها إذا انتظمتْ أجيادُها اتّشَحَتْ

فدُمْتَ ما أعْقَبَ الصُّبْحُ المنيرُ دُجىً

في جنحِهِ الشّهْبُ نحوَ الغربِ قد جَنَحتْ