هلا غدا وصله مباحا

هَلا غَدا وصْلُهُ مُباحا

كَما غَدا هجْرُهُ مُتاحا

أُبْدي دُجى هجْرِهِ فَهلا

يُطْلِعُ من وصْلِهِ صَباحا

هامَ فُؤادي بظَبْي إنْسٍ

ألْحاظُهُ تُشْبِهُ الصِّفاحا

ظبْيٌ لهُ أعْيُنٌ مراضٌ

لكنّها تُمْرِضُ الصِّحاحا

قد سلَّ من لحظِه سُيوفاً

وهزّ منْ قدِّه رِماحا

كمْ رصَدَتْهُ العُيونُ منّا

وكمْ أطالَتْ لهُ التِماحا

يمْنَحُنا ظُلْمَهُ ويغْدو

يمنَعُنا ظَلْمَهُ القَراحا

مَن لي بهِ كلّما تبدّى

طارَ فؤادي لهُ ارْتِياحا

لقدْ ألِفْتُ الهَوى فعنّي

تُرْوَى أحاديثُهُ صِحاحا

وخُضتُ بحْرَ الهوى ولكِنْ

مَن رامَ خوْضَ البحارِ طاحا

وهِمْتُ في حُسْنِهِ فلِمْ لا

أخْفِضُ في حُبِّهِ الجَناحا

وإن تذكّرتُ مِلْتُ وجْداً

كأنّني قد شرِبْتُ راحا

وكُلُّ واشٍ يَرومُ صَبْري

جنّبتُ أقوالَهُ اطّراحا

مَن لي بصَبْرٍ وفي هَواهُ

غَدا حِمَى الصّبْرِ مُسْتَباحا

كَتمتُ حُبّي ودمْعُ عَيني

لمْ يسْتَطِعْ كتْمَهُ فَباحا

فلَيْتَ قَلْبي ينالُ يوماً

بوصْلِهِ في الهَوى مُستراحَا