أعن مؤمنا صبا

أَعِن مؤمِناً صَبّا

عَسى تنفع الذكرى

فَقيدُ الصبر مَفقودُ

من الأَهلينَ وَالأَصحاب

سَقيمٌ عادَه عيدُ

أَسىً مذ فارَقَ الأَحباب

لَهُ في القرب تَبعيدُ

فَما الظَنُّ بِهِ إِذ غاب

جَفَت وُدّه القُربى

وَلَم يَسأل الأَجرا

دِمَشقُ الغادَةُ الحَسنا

لوصف النهر بِالصَبِّ

عَلى مِصرَ زَهَت حُسنا

وَلكن مَوطني حسبي

وَقالوا إِنَّها أَدنى

نعم أَدنى إِلى قَلبي

وَقَد سأَلوا الرّبّا

فَقال اِهبطوا مصرا

حكت جنّة رضوان

دِمَشق الشام إِعجابا

فكم مِن زهر بُستانِ

حبا القمريُّ إِطرابا

وَكَم مِن صدر إِيوانِ

بِقَلب الماء قَد طابا

فَما أَطيبَ القلبا

وَما أَرحبَ الصدرا

عَلى القَدر وَالمَعنى

فَكَم عَن نازِل أَغضى

سما فَضلاً همى مُزنا

وَلمّا أَن سما أَرضى

فَيا نُعماه ما أَهنا

وَسَيفَ العَزمِ ما أَمضى

هدى وحبا صحبا

فكم طالِبٍ يُقرا

أَحبّايَ اِرحَموا شكوى

غَريبٍ من محبيكُم

وَجودوا لي من الرَجوى

بوعدٍ مِن تلاقيكم

فَهَل عَن منّكم سَلوى

لنفس تلفَت فيكم

وَلا تُكثِروا العتبا

لعلّ لَها عذرا