إن لاح من فارق طرفي وبان

إِن لاحَ مَن فارَقَ طَرفي وَبان

نلتُ الأمان

وَقُلتُ يا بُشرايَ بِالوَصلِ دان

ما ضَرَّ مَن أَشغَلَ فِكري وَسار

لَو كانَ زار

أَضرَمَ في الأَحشاء مِني شَرار

مذ كان جار

لبستُ فيهِ بَعدَ خَلعِ العِذار

ثَوبَ اِشتِهار

وَلامَني كُلُّ فَصيحِ اللِسان

له بيان

وَلي عَن الفَحشاء أُذنٌ تُصان

يا مَن جَرى من أَدمعي ما كَفى

وَما اِكتَفى

ظلمتَني بِالغَدر يَومَ الوفا

وَبالجَفا

قَلبُكَ في القَسوة مِثلُ الصَفا

وَما صَفا

يا قمراً أَثمَرَهُ غصنُ بان

قاسي الجنان

لئن قَسا قلبك فالقَدُّ لان

لِلَّهِ لَيلٌ مَرَّ حلوَ الجنى

عَذبُ الثنا

أَتحَفَني من وُدِّهِم بالمنى

وَبِالهَنا

أَصبَحتُ في فقر لذاك الغِنى

وَفي عَنا

عَينايَ بالأَدمع كَم تَجريان

والجسمُ فان

واِنظر فَما الإِخبارُ مِثلُ العيان

قَد سَكَبَ الدَمعُ بِجِسمي وَصب

فيهِ لَهَب

وَكُنتُ قَبلَ العشق عِندي عَجَب

ممّن أحب

أَدفَعُ بِالراحَة ظهر التَعَب

بِلا نَصَب

حَتّى أَجَبتُ الحُبَّ لما دعان

بِلا تَوان

فاللَه إِن طال الجَفا المُستعان

مَن لي بِسَمراءَ كَبدر التَمام

في الاِبتسام

صَفَت فألغزتُ اِسمَها في خِتام

هَذا النِظام

وَقلت يا قَلبيَ يا مستهام

مِنَ الغَرام

بادِر إِلى اللَذّات في ذا الأَوان

فالوصل آن

وَقَد صَفا الوَقتُ وَراق الزَمان