سقمت من بعدكم فعودوا

سَقِمتُ مِن بُعدِكُم فَعودوا

فَما عَلى مُحسنٍ جُناح

عَشِقتُ بَدراً بِلا سِرار

أَفلَحتُ في حُبّهِ فلاح

بَدرٌ أَنا في الهَوى شَهيدُه

لمّا بسيف الجُفون صال

فَطَرفُهُ وَالجَفا وَجيدُه

ماضٍ وَمستقبلٌ وَحال

لَو صدقَت باللقا وَعودُه

ما علّلَ القَلبَ بِالمُحال

رأيُ الَّذي لامَني سَديدُ

حَقٌّ وَحقّ الهَوى صُراح

لَكِنَّني لست بِاِختياري

يا عاذلي في هَوى الملاح

أَفدي لَطيفاً حَوى المَلاحَة

عَلى الجَفا قَلبُهُ جَبَل

وَردَةُ خديه بِالوَقاحَة

مِنها اِستَحى نرجسُ المقَل

قَد اِدَّعى الصَبُّ أَن راحَه

كَريقه العذب فاِنتَحل

ومرهفٌ طرفُهُ حَديد

وَقَدُّهُ يُخجلُ الرماح

إِذا بَدا طالِباً لثار

نادَيتُ يا قَومَنا السِلاح

مُهَفهفٌ مُفردُ التثنّي

وِصالُهُ غايَةُ المُنى

قَد مَلَّ سكني جنان عدن

وَاِتّخذ القَلب مسكنا

أَقرعُ عُمري عليه سِنّي

إِن لَم أَنَل وَصلَه أَنا

أَودُّ لَو كانَ ذا يفيدُ

أَو كانَ من خُلقِهِ السماح

أَنّي أُقضّي به نَهاري

ضمّاً ولثماً وشربَ راح

ليسَ لَهُ حينَ ماسَ شبه

مرّ عَلى الفكرِ أَو خطر

وَلا أُطيقُ السلوّ عَنهُ

نهى الَّذي لام أَمر

أَنا كَما قيل فيّ منه

أَقنعُ بِالقُرب وَالنظر

إِن دام ذا إِنَّني سَعيد

يا سَعدُ قَد فزتُ بِالنجاح

عَطاءُ روحي له شعاري

إِنَّ سماحَ الهَوى رباح

يا رُبَّ سَمرا عليه جُنَّت

لمّا أَتى دارَ وَصلِها

ثمّ اِنثنى راجِعاً فأَنَّت

لمّا مَضى خوفَ بَعلِها

فأَنشدَت لاِمِّها وَغَنَّت

وَالغنجُ مِن بعض شُغلِها

يا اِمّي الحَبيبُ الَّذي تُريدُ

لو زار ما كان أَبرَكوا صَباح

لمّن طرقْ أَمسِ بابَ داري

أَخذ قُلَيبي مَعو وَراح