فراق رمى قلبي بسقم وأوصاب

فراقٌ رمى قَلبي بِسُقم وأوصابِ

وَيا لَيتَهُ للقرب من بعد أَوصى بي

سَقِمتُ وَزادَت صبوَتي ثمّ ما اِشتَفى

سقامي بِشَهدٍ من عذول وَلا صابِ

كَأَنّي لَم أَمرَح وَأَمزَح مع الرشا

بمصر وَلَم أَفرح بصحبي وَأَحبابي

وَلَم تَرَني عِندَ اِلتقاءِ حَبائبي

هنالك لَم أَحفل بعلمي وآدابي

وَلَم أَرمِ عذّالي وَأَحفظ قاتِلي

وَحاجبهُ وَاللَحظُ قَوسي وَنُشّابي

وَلَم يَك نَقلي اللثمَ في صحن خدّه

وَبالثغر أَو بالريق خَمري وَأَكوابي

وَلَم تسلبي يا عَزُّ قَلبيَ واجِباً

فَأَمسى ذَليلاً طوع سلب وَإِيجابِ

وَلَم أَتنسّك خوف واشٍ وَأَعتَكِف

ووجهك قنديلي وصدعك محرابي

عُهودٌ مضَت لَم يبق إِلّا اِدّكارُها

وَلَم يَبق من أَسمائها غَيرُ أَلقابِ

وَدَهرٌ مَضى لَو كانَ بِالوَصلِ عائِداً

لَزار الرِضى مِن بَعد سقم وَإِغضابِ

تَقضّى بإِيجازٍ وَخلَّفَ بعدهُ

زَمان النَوى لا دام عِندي بإِسهابِ

أَأَحباب قَلبي كَيفَ حلّلتم الأَسى

وَأحرمتمُ نَومي يلِمُّ بأَهدابي

صبوتُ لكم حبّاً وَإِنّي لمؤمن

فَيا عجباً منّي أَنا المؤمن الصابي

وَلَو أَنَّني أُوتيت رشدي فيكمُ

لَكانَ اِتّباعي لِلعَواذِل أَولى بي

بدين الوَفا لا أَبعد اللَه عهده

عِدوا بعد هَذا العتب قَلبي بإعتابِ

سقِمتُ لقرب العاذلين وَجهلهم

فَلا طرفُ إِبلال وَلا قلبُ إِلبابِ

تَطابق عِندي الحزنُ لمّا هجرتمُ

بقرب لأعداء وَبعد لأحبابِ

وممّا شجاني أَنَّني يَومَ بينِهم

وهبت رقادي وَالصَباح لنهّابِ

فطِر في الدُجى يا طَرفُ أَو قع فَلَن تَرى

صَباحاً وَطِرفُ الليل أسوده كابي

ولمّا تَوَلَّوا سِرتُ أَتبعُ إِثرهم

وَأَدمع عَيني عنهم كنّ حجّابي

أُسارِقُهم بِاللَحظ مِن حذر العدى

وَما كنت فيهم قبل هَذا بمرتابِ

وأَقرع سنّي إِذ تَوَلّوا نَدامَةً

وَسيفُ اِصطِباري بَعدَ أَن رَحَلوا نابي

فَليت الَّذي يَهوى فراق أَحبّتي

فدىً لِلَّذي يَهوى اِجتِماعي بأَحبابي