هنيئا لسمع حين خاطبني صغا

هَنيئاً لِسَمعٍ حينَ خاطَبَني صَغا

وَيا مَرحباً بِاللغو إِن كانَ قَد لَغا

حَبيبٌ لَهُ عَن عاشِقَيهِ شَواغِلٌ

عَلى أَنَّهُ في قالبِ الحُسنِ أُفرِغا

لَهُ عارِضٌ قَد أَسبَغَ اللَهُ ظِلَّهُ

وَما زالَ ذاكَ الوَجهُ بِالحُسنِ مُسبَغا

وَريقتُهُ كالخَمرِ لَكِنَّها حَلَت

وَحَلَّت فَكانَت في فَمي مِنهُ أَسوَغا

وَعَن ثَعلَبٍ يَروي دَوامَ رَواغِهِ

فَلَم أَرَ مِنهُ الدَهرَ أَروى وَأَروَغا

لَقَد حَمَّلَ المَعشوقُ إِنسانَ ناظِري

مِنَ الدَمعِ وَالتَسهيدِ ما بهما طَغى

وَبَينَ جُفوني حربُ صِفّينَ وَالكَرى

وَأَيُّهُما يا لَيتَ شعريَ قَد بَغى

أَمالِكَ رِقّي شافعي أَدمُعٌ رَوَت

بِأَلوانِها عَن أَشهبٍ عِلمَ أَصبَغا

وَمِثلي قَليلٌ في الأَنامِ لأَنَّني

فَتىً فقتُ في عِشقي وَشِعريَ نُبَّغا

ظَفرتُ بِأَكياسٍ فمن بَينِ فتيةٍ

صحبتُ وَمِن مالٍ حبانيهِ يَلبُغا

أَميرٌ تَرى للأَنجُمِ الزُهرِ في ثَرى

مَنازِلهِ لمّا علَونَ تَمرُّغا

يُنبيكَ بِالأَخبارِ قَبلَ وُقوعِها

فَلَم تَرَ مِنهُ قَطُّ أَنبا وَأَنبَغا

وَلَم أَرَ يَوماً في الفَصاحَةِ وَالذَكا

نَعَم وَإِلى طُرقِ العُلا مِنهُ أَبلَغا

إِذا ما غَزا وَالحَربُ قَد شَهِدَت لَهُ

تَرى اللَيثَ مِن بأسِ الشُجاعِ مُلدَّغا

وَإِن جادَ وَالإِفضالُ مُنتَسِبٌ لَهُ

تَرى الغَيثَ من ذاكَ النوال تبلّغا

تَقاصرتِ الأَفكارُ عَن وَصفِ مَجدِهِ

وَحُقَّت لَهُ الأَمداحُ مِن سائِرِ اللُغا

فَكَم مِن فَصيحٍ رامَ وَصفَ كَمالِهِ

فَأَبصَرتُهُ في السِلمِ وَالحرب أَلثَغا

مَتى ما أَقُل هَذا الفَتى فارِسُ الوَرى

يَقولُ نَعَم هَذا الفَتى فارِسُ الوَغى

أَمولايَ سيفَ الدينِ هاكَ قَصيدَةً

لَها مِن قبولِ العُذرِ أَشرفُ مُبتَغى

خَريدَةُ خِدرٍ بِالمَعاني تَزَيَّنَت

فَريدَةُ فِكرٍ لا تُحِبُّ تَملُّغا

وَدُم هادياً إِمّا لِصَحبِكَ أَنعُماً

وَإِمّا إِلى مَعنى النَوالِ مُبَلّغا

وَلازلتَ في الأَعداءِ سَيفاً مُجرّداً

وَلازِلتَ ظِلّاً للأَحِبَّةِ مسبغا