شموس دعاهن وشك الفراق

شموسٌ دعاهنَّ وَشْكُ الفِرَاقِ

فَلَبَّيْنَ في القُضُبِ المُيّسِ

تُريقُ المدامعَ كالساقياتِ

من السّكْرِ يَعْثُرْنَ بالأكؤسِ

طوالعُ نحو غروبٍ تُريكَ

جُسُومَ الديارِ بلا أنْفُسِ

تُزَوِّرُ صوناً عليها الخدور

فتبكي عيونَ المها الكُنّسِ

وقد زارَ عذبَ اللمى في الأقاحِ

أُجاجُ الدموع منَ النّرجِسِ

وقامتْ على قَدَمٍ فِرْقَةٌ

إذا وقَفَ العَزْمُ لم تجْلِسِ

ولَم يَبقَ إلّا انصرافُ الدّجى

بِزُهرِ كَواكبه الخنَّسِ

وَمَحْوُ النّهار بكافورةٍ

من النور عنبرةَ الحندسِ

ألا غَفلَةٌ من رَقِيبٍ عَتِيدٍ

يُلاحِظنا نَظْرَةَ الأشوَسِ

فَنُهْدي على عَجَلٍ قُبْلَةً

إلى شَفَةِ الرّشأِ الألْعَسِ

غداً يَتَقَطّعُ أقْرَانُهُم

ويتّصِلُ السيرُ في البسبسِ

ويكلأ ذِمْرٌ على ضامرٍ

خبِيئَةَ خِدرٍ على عِرْمِسِ

ويصبحُ من وَصْلِ سلمى الغنيّ

يُقَلّبُ منه يَدَيْ مُفْلِسِ