لما رأيت الصبح قد تبدى

لمّا رأَيتُ الصُّبحَ قد تَبدّى

كَأَنَّه في الشّرْقِ سَيلٌ مَدّا

وحاجبُ الجَوْنَةِ قد تَصَدّى

شُهباً فَأَطبَقنَ عُيوناً رُمدا

أَركَبتُ نَفسي شَوذَقاً مُعَدّا

يَهدّ أركانَ الطيورِ هَدّا

بِمِخلبٍ تُبصرُهُ مُسوَدّا

كَأَنَّه من خِنْجَرٍ قَدْ قُدّا

حِرصاً عَلى الصّيْدِ بنا في الرمدا

في لَعِبٍ مِنكَ يُريكَ الجِدّا

وفتيَةٍ يَكتَسِبونَ المَجدا

ويَركَبونَ السّابحاتِ الجُرْدا

ويَلبَسونَ مِنْ حديدٍ سَرْدَا

ويُشرعون الذّابلاتِ المُلْدا

ويَصرعونَ في الحُروبِ الأُسدا

ويَقنِصونَ حُمُراً ورُبْدَا

صَادوا وصَادوا ما يَجوزُ العَدّا

فَمَن فتىً يَقْدَحُ مِنهُ زَنْدا

وحاطبٍ طَلحاً لَهُ وَرَنْدا

وَمشتَوٍ يوسعُ ناراً وَقْدا

وفاتحٍ عن لذّةٍ ما سَدّا

عَن ذَاتِ عَرْفٍ أعرَفَتهُ النّدّا

ياقوتَةً تَلبَسُ دُرّاً عِقْدا

مَطِيَّةً منَ السّرورِ تُحْدى

بِمَسمَعٍ شَدواً يُثيرُ الوَجدا

وقَد أُعيرَ مِن فَتاةٍ نَهدَا

ومن قضيبٍ في كثيبٍ قَدّا

فِعلُ الهَوى من ظَرفه مُعَدّى

والوَردُ في وَجنَتِهِ مُندّى

يَصونُ مِنهُ في لَماهُ شَهْدا

عَيشٌ قَطَعتُ العَيشَ فيه رَغدا

مُواصِلاً مِنهُ شَباباً صَدّا

كانَ مُعاراً ثوبُهُ فَرُدّا