وأكلف منسره ذو شغا

وأكلف منْسَرُهُ ذو شغا

كعطفةِ رأس السنان الذّليق

له مُقْلَةٌ كُحِلَتْ بالنّجيع

تُصَرِّفُ إيماضَ لحظٍ صدوق

كَأنّ بجؤجؤهِ مُهْرَقاً

مُوَشّىً بِأَحرُفِ خَطٍّ دقيق

يصيدُ بكفٍّ خطاطيفها

مركبةٌ في وظيفٍ وثيق

يباكر بالصيد سربَ القطا

وبَينَهُماْ كلّ فجٍّ عميق

ويُصْبحُ سربَ الحَمامِ الحِمامُ

ويَجْنَحُ مثلَ الجناح الخفوق

كأنَّ عقاباً على أفقه

ترود الوغى يوم ريح خريق

ولمّا انجلى اللَّيلُ واستوضَحَتْ

له غُرّةُ الصبح في رأس نيق

فباتَ ولا خوفَ في نفسه

بِهِمَّتِه حازَ بيْضَ الأنوق

وقلّبَ والفتكُ في نفسه

حماليق مثلَ ائتلاق البروق

وقد نَفَضَ الطلَّ عن منكبيه

بمثل انتفاضِ الطمرِّ العتيق

ترى ريشَهُ فوْقَ أرجائهِ

طِراقاً كمثل حباب الرّحيق

رَأى مَا رَأى وبريق الشعاعِ

يكحلُ أجفانَهُ بالشروق

وأيْقَنَ بالسوءِ من صيده

فَدلَّ على سَبجٍ بالعَقيق

وحَلَّق وانقضَّ من جَوِّهِ

كما صُوّبَتْ حجرُ المنجَنيق

فَتَحسَبُه عِندَ إِقعاصِها

يَشُقُّ حيازيمَها عَن شَقيق