وجدول جامد في الكف تحمله

وجدولٍ جامدٍ في الكفِّ تحملُهُ

يغوصُ فيه على درِّ النهى النّظَرُ

يكسو السطورَ ضياءً عند ظلمتها

كأنّ ينبوعَ نورٍ منهُ ينفجرُ

يَشِفُّ للعينِ عن خطِّ الكتاب كما

شفّ الهواءُ ولكن جِسمُهُ حَجَرُ

يُبدي الحُروفَ بجُرحٍ نَالَها عَرقٌ

فيهِ وقَرَّ عَلَيها جامداً نَهرُ

كَحَلت عينِيَ إذ كَلَّتْ بِجَوهَره

أَما يُحَدّ بِكُحْلِ الجَوهَرِ البَصرُ

كَأنَّه ذِهنُ ذي حذق يَفُكُّ به

من المُعَمّى عويصاً فكّهُ عَسِرُ

نِعمَ المُعينُ لِشَيخٍ كَلَّ ناظرُهُ

وَصَغَّرَ الخطَّ في ألحاظه الكِبَرُ

يرى به صُوَرَ الأسْطار قد عَظُمَتْ

كعُنْصُلِ الماءِ فيه يَعظُمُ الوبَرُ