وساقية تسقي الندامى بمدها

وساقيَةٍ تَسْقي النّدَامَى بمدّها

كُؤوساً مِنَ الصَّهباءِ طاغِيَةَ السُّكرِ

يُعَوَّمُ فيها كُلُّ جامٍ كَأَنَّما

تَضَمّنَ رُوحُ الشَّمسِ في جَسَدِ البَدرِ

إِذا قَصَدتْ مِنَّا نَديماً زجاجةٌ

تَناوَلَها رِفقاً بِأَنمُلِهِ العَشرِ

فَيَشرَبُ مِنها سَكرَةً عِنَبِيَّةً

تُنَّوِمُ عَيْنَ الصَّحوِ مِنهُ وما يَدري

وَيُرْسِلُهَا في مائِها فيُعِيدُهَا

إِلى رَاحَتي ساقٍ على حُكمِهِ تَجري

جَعَلنا عَلى شُرْبِ العُقَار سَمَاعَنَا

لُحوناً تُغَنّيها الطُّيورُ بِلا شعرِ

وساقيَنَا ماءً ينيلُ بلا يدٍ

وَمَشروبَنَا ناراً تُضيءُ بِلا جَمرِ

سَقانا مَسَرّاتٍ فَكَانَ جَزاؤهُ

عَلَيها لَدَينا أنْ سَقَيناهُ لِلبَحرِ

كَأَنَّا على شَطِّ الخَليجِ مَدائِنٌ

تُسافِرُ فيما بَينَنا سُفُنُ الخَمرِ

وما العَيشُ إلّا في تَطَرُّفِ لَذَّةٍ

وَخَلْعِ عِذَارٍ فيه مُسْتَحْسَنُ العذر