وصفراء كالشمس تبدو لنا

وَصَفراءُ كَالشَّمسِ تَبدو لَنا

مِنَ الكأسِ في هالَةٍ مُستَديرَه

يُلاعِبُها الماءُ في مَزْجِهَا

فَيُضحِكَها عن نُجُومٍ مُنيرَه

إِذا جارَ هَمُّ الفَتى وَاعتَدى

رَأَيتَ بِها نَفْسَهُ مُستَجيرَه

فَتُرْوي صَداهُ وَتُدني مُنَاه

وتُرْدي أساه وَتُحْيي سُرورَه

زُجاجٌ وخَمرٌ وماءٌ كَما

تَقولُ هَيُولى وَنَفْسٌ وصُورَه

أَطِرْ عَنكَ نَوْمَكَ وانظُرْ إِلى

نَهارٍ أَفاضَ على اللَّيل نُورَه

كَأَنَّ دُجَى اللَّيلِ لمَّا استَرق

نَمومٌ مِنَ الصُّبحِ يُفْشي سَريرَه

شَرِبْنَا على وَجْهِ بَدرِ السّماءِ

وَنُسْقى على وجه شَمْسِ الظَهيرَه

بفوّاحةِ النَّوْر مُكّاؤها

يُرَجّعُ في كلّ غُصْنٍ صَفيرَه

مَرَت فَوقَها حَلَبَ المُعْصِرات

رِياحٌ لِكُلِّ سَحابٍ مُثيرَه

كَأَنَّ الفَرَزدَقَ في طَيرها

يُجيبُ عَلى كُلِّ شِعرٍ جَريرَه

قَصَرْنا بها طولَ ليلِ التّمامِ

بِعَيشٍ هَنيءٍ عَدِمْنَا نَظيرَه

كَأنَّ الكؤُوسَ بِأَيدي السَّقاةِ

خُيولٌ عَلى الهَمِّ مِنَّا مُغيرَه

وَطِيبُ النَّعيمِ لَهُ ساعَةٌ

تُعَدُّ وإِن هِيَ طالتْ قَصيرَه