أما وحميا الكأس هزت لنا عطفا

أما وحميَّا الكأسِ هَزَّتْ لنا عِطْفا

وبدرِ تمامِ الحسنِ يسعى بها صِرْفا

وساقٍ يكادُ السكرُ يُسْقِطُ نِصْفَهُ

مزاحاً ويُبْقي في مآزره النصْفا

ومخضوبةٍ قبَّلْتُها ولثمتُهُ

فأتبعتُ ثغرَ الراحِ من ثغرهِ رَشْفا

وخَلْقٍ له مثل الحميَّا وَوَفْرَةٍ

تمازجُ أرواح النَّدامى بهِ لُطْفا

كأن اليراعَ النَّضْرَ أوراقهُ قَناً

له العَذَبُ الخفَّاق يستأنفُ الرَّجْفا

كأنَّ خليج الماء أوجَسَ طَعْنةً

فدرَّعَ أجناداً وجدَّ لها صَفَّا

كأن اعتناقَ القُضْب والغيمُ دالجٌ

وَداعُ خليطٍ ذَرّ من دمعه وَكْفَا

كأن اخضرارَ الدوح والنهرُ ضاحكٌ

غياهبُ شقَّ الفجرُ من جُنْحها سَجْفا

كأن رياضَ النهر مَدْحِيَ باسطٌ

له الحَسَنُ الوَهَّابُ يومَ النَّدَى كَفَّا