أودعوا الزهر حدوجا وقبابا

أَوْدَعُوا الزُّهْرَ حُدوجاً وقبابا

وسَرَوا في شَعَرِ الليلِ فشابا

ولوى الطرفُ سناهُمْ فانبرى

يحسب الجُرْدَ اليعابيبَ الرِّكابا

صيَّرُوا الجنح سَنَا الصبح وما

سَفَرُوا عن غُرَرِ الغيدِ نِقَابا

إذ توارى الفجرُ بالليلِ كما

وَلَجَ السيفُ اليمانيُّ القِرَابا

وَحَنى قوسَ هلالٍ رُبَّما

طَرَدَتْ سهماً رأيناه شهابا

إنَّما ودَّعَ قلبي جَلَدِي

يوم ودَّعْتُ سُلَيمى والرَّبابا

حُجِبَتْ في نورها وَجْنَتُها

فرأيتُ الشمسَ للشمس حِجَابا

وَجْنَةٌ حمراءُ تَنْدَى عرقاً

مثلما رَقْرَقَتِ الراحُ الحَبَابَا

نفختْ ريحُ الصبا جَمْرَتَها

فانبرتْ تُظْهِر في الماء التهابا

وجرى الصُّدْغُ على أَوَّلِها

مثلما طرَّزْتَ بالسَّطْرِ الكتابا