لك الله من برق بنعمأن أبرقا

لك اللّهُ من برقٍ بنَعْمَأنَ أَبْرَقَا

وصافحَ رِثْماً بالكثيبين والنَّقا

أَلاحَ وعمرُ الفجرِ في أُخْرَياتهِ

فغادرَ للظلماءِ جَيْباً مُشَقَّقا

سرى وظلامُ الليل يجلو صباحَهُ

فلاحَ إلينا أدهمُ الليلِ أَبْلَقا

وما هاجني إلا رنينُ مطوَّقٍ

أقامَ على الأغصانِ يدعو مُطَوَّقَا

وللّه نَشْوَى جاذب الدعصُ خَصْرَها

هضيماً بما دونَ السِّوارِ مُمَنْطَقا

ويُخْشَى لديه اليَأْسُ من حيثُ يُرتجى

ويُرْجَى لديهِ الجودُ من حيث يُتَّقى

مُحَيّاً يريكَ الشمسَ نورُ جبينهِ

فكلُّ مكان حَلَّهُ كانَ مَشْرِقا

وإِنَّكَ لو أَوْمَأْتَ دونَ مَجَسِّهِ

إلى الحجَر القاسي بيمناك أَوْرَقا

إذا ما ملكتَ المالَ مَلَّكْتَهُ الوَرَى

كأَنَّكَ لم تُرْزَقْهُ إلا لِيُرْزَقَا

تَهُزُّ يراعاً كالردينيِّ ذابلاً

يَفُلُّ سناناً حين يسطو ومِخْفَقَا

ترى العَلَقَ القاني مداداً لخطِّهِ

وجانحةَ القِرْنِ المدجَّجِ مُهْرَقا

صحائفُهُ تَفْري الصفائحَ كلما

نُشِرْنَ وتحكي الروضَ فيها منمَّقا

فلو لاحَظَتْ عينُ ابنِ أوسٍ متونَها

رأى أَيُّها كُتْباً من السيف أصدقا