سلا الدمع على قلبي المعذب هل سلا

سَلا الدَّمعَ على قلبي المعذَّبِ هل سَلا

فما للسانِ الدمعِ أن يتقوَّلا

فلا تَخشَيا مِنَّي الملالَ فإنَّ لي

فؤاداً إذا ما قيلَ مَلَّ تَمَلملا

وإنَّ الذي يُهدي لسمعي في الهوي

مَلاماً لكالمستودعِ الماء مُنخلا

وقالوا يزيلُ الحسنُ شَعرُ عَذارِه

فقيَّده شعرُ العِذارِ وسَلسَلا

ومن كرمي أنِّي ذَبلتُ من الهوى

فإنَّ رماحَ الخطّ يُكرَ منَ ذُبَّلا

دعوني أمُت ما كنتُ أولَ من دَنا

إلى حَسَن حتى يذوبَ ويَنحلا

فليس يَزالُ البدرُ يدنو بجهده

إلى الشمسِ حتى يَستَسرَّ ويبطُلا

أجدَّك ما أَزدادُ إلا تذلُّلا

إليك وما تزدادُ إلا تَدلُّلا

تَصدَّق علينا في التفاريقِ رحمةً

بوصلِك يا من أوتِيَ الحسنَ مُجملا

روقت نَفتضح في عشقِ وجهك أنَّي

رأيت أفتضاحَ العاشقين تجمُّلا

تسمي بجفن جفنُ عينك أنَّه

هو الَجفن يحوي من لحاظك مُنصلا

تطبَّع فيها القتلُ حتى لو أنها

رَنَت نحو صَخرٍ وَلَّدت فيه مَقتلا

وأقتلُ شيءٍ منك ثغرٌ مُؤَشَّرٌ

كذاك أري أمضي السيوفِ المفَلَّلا

وثَغرُك ثغرٌ إن هممتُ برشفِهِ

وإن كان نَهبا للمساويك مُهمَلا

فو اأسفيَ فضَّلت كلَّ محقرٍ

على عاشقٍ حتى أركاً وإسحلا

فكم قرصة عند العناق رقيقة

تركتُ بها ديباجَ خدِّك مُخملا

وكم قبلة مسروقة من رقيبها

شكلتُ بها من غُفل خطِّك مُشكلا

تذوَّقتُ أيامي فكان نعيمُها

وأريُ العيشِ فيهن حَنظلا

وما طابتِ الأيامُ لي مذعرفتُها

فياليتني أصبحت عنها مُغفَّلا