يوسف (فخر الدين) بن محمد (صدر الدين) بن عمر بن علي بن محمد ابن حموية الجويني، الصاحب أبو المظفر. قائد، من الأدباء. من أسرة من أصلها من (جوين) بنيسابور، كان منها في الشام ومصر، بعد النصف الثاني من المئة السادسة، علماء وأعيان. ولد وتعلم بدمشق. وكان (كما يقول ابن العماد) رئيساً محتشماً، سيداً معظماً، ذا عقل ورأي دهاء وشجاعة وكرم. سمع الحديث بدمشق وبمصر. وحدَّث وخدم الملك الكامل (محمد بن محمد) من سنة 624 إلى أن توفي (سنة 635) وسجنه السلطان نجم الدين سنة 640-43 وقاسى شدائد. ثم أخرجه وأنعم عليه وجعله مقدم الجيش. واستمر ينتدب للمهمات، إلى أن مات السلطان نجم الدين (في المنصورة) والفرنج مستولون على دمياط. وصاحب الترجمة مقدم الجيوش فقام بتدبير المملكة، وجرت بينه وبين الفرنج معارك. وأغار هؤلاء على المنصورة، فركب، على غير استعداد، فطعنه أحدهم برمح في جنبه وتناولته السيوف من كل ناحية، فمات شهيداً. و حمل إلى قرافة مصر، ودفن فيها. قال ابن تغري بردي: لما مات الملك الصالح، نُدب فخر الدين إلى المُلك، فامتنع، ولو أجاب لما خالفوه. وأورد له بيتين من الشعر يقال أنهما لغيره. وذكر السبكي بيتين آخرين من شعره، ثانيهما:|#انتم سكنتم فؤادي وهو منزلكم=وصاحب البيت أدرى بالذي فيه|وهو، على التحقيق، صاحب (تقويم النديم وعقبى النعيم المقيم - خ) أملاه على طريقة (المقامات) ولا تزال منه نسخ في حلب ومصر والموصل، أقدمهما المحفوظة في مكتبة (الأزهر) و (ديوان شعر - خ).
السابق