متى أبلغ من إقبالك الأملا

مَتّى أُبلَّغُ مِن إِقبالِكَ الأَملا

يا مَن وَهَبتُ لَهُ نَفسِي فَما قَبِلا

يَكفِيكَ مِنّيَ أَن حَمَّلتَ قَلبِيَ ما

لَم تَستَطِع قُلوبُ الناسِ فَاحتمَلا

هَجَرتَ بَعدَ وِصالٍ كُنتَ تَبذُلُه

يا وَيحَ مَن ذاقَ هَجراً بَعدَما وُصِلا

يا أَهلَ نَجدٍ وَمِن وَجدٍ دَعَوتُكُمُ

وَالبَينُ قَد سَدَّ فِيما بَينَنا السُبُلا

هَبُوا رِضاكُم لِمَشغُوفٍ بِحُبّكُمُ

راضٍ بِحُكمِ هَواكُم جارَ أَو عَدَلا

صِلُوا غَرِيباً عَنِ الأَوطانِ مُنقَطِعاً

يُهدِي حَنيناً إِلى الأَحباب مُتَصِلا

يا مَن تَبَدَّلَتِ الأَحوالُ بَعدَهُمُ

بِنا وَلَم نَتّخِذ مِن حُبّهم بَدَلا

تَنقّلَت في الفَلا عِيسي وَحُبّكُمُ

بَينَ الجَوانِحِ لَم يَبرَح وَلا اِنتَقلا

رَحَلتُ عَنكُم وَقَلبي في مَنازِلِكُم

يا لَيتَ شِعري وَطالَ العَهدُ ما فَعَلا

حَسبي عَلى البُعدِ أَنّي ما سَلَوتُكُم

لا كانَ مَن بانَ عَن أَحبابِهِ فَسَلا

لَم أذكُرِ الصَبرَ وَالسُلوانَ بَعدَكُمُ

وَلا تَناسيتُمُ الإِعراضَ وَالمَلَلا

حَتّى النَواسِمُ مِن أَكنافِ رَبعِكُمُ

تاهَت عَلَينا وَحَتّى طَيفُكُم بِخِلا

تَدارَكُوا مُهجَةً في حُبّكُم فَنِيَت

وَعَلِّلُوا جَسَداً مِن شَوقِكُم نَحَلا

أَهدُوا التَحِيَّةَ تُحَيُوا مَيتَ هجرِكُمُ

أَو النَسيمَ عَلِيلاً يُبرِئُ العِلَلا

لَيتَ الصَبا حَدّثَت عَن لَوعَتي فَعَسى

يَدرِي المُقيمُ بِما يَلقاهُ مِن رَحَلا