أرى أهل الثراء إذا توفوا

أرى أهلَ الثّراءِ إذا تُوفُوا

بَنَوا تلك المراصد بالصُّخُور

أبَوا إلاّ مُباهاةً وفخراً

على الفُقراءِ حتّى في القُبُورِ

فإن يكُنِ التّسامحِ في ذُراها

فإنّ العَدلَ فيها في القُعُورِ

عجبتُ لمن تأنّق في بناءٍ

أميناً مِن تَصاريفش الدُّهُورِ

ألَم يَبصُر بما قد خرَبتهُ ال

دُهوز من المدائن والقُصُورِ

وأقوامٍ مَضوا قَوماً مُقَوما

وصارَ صَغيرهُم إثرَ الكبيرِ

لَعَمرُ أبيهمُ لو أبصرُوهُم

لما عرفُوا الغنيَّ منَ الفقيرِ

ولا عَرَفوا العبيدَ مِنَ الموالي

ولا عَرفوا الإناث من الذكورِ

ولا مَن كانَ يلبسُ ثوبَ صوفٍ

مِنَ البَدنِ المُباشرِ للحريرِ

إذا أكلَ الثّرى هذا وهذا

فما فَضلُ الجليلِ على الحقير