كأن حناياها جناها مصفق

كأنّ حناياها جناها مُصفّقٍ

إِذا الهبتهُ الشّمسُ أرخاهما نَشرا

كأنَّ سواريها شكت فترة الضنى

فباتَت هُضيماتِ الحشا نُحلاً صُفرا

كأنّ الذي زانَ البياض نحورَها

يُعذَّبها هجراً ويقطعها كبرا

كأنّ النخيلَ الباسقاتِ إلى العُلا

عذارى حجال رجّلت لمماً شُقرا

كأنّ غصونَ الآس والريح بينها

متونُ نَشاوى كُلّما اضطربت سُكرا

حديقةُ نفسٍ تملأ النفسَ بهجةً

وتُثني عيونُ الناظرين بها حشري

كأنّ جنى الجلّنار ووردَها

عشيقانِ لما استجمعها أظهرا خَفرا

كأنّ جنى سوسانها في سنا الضحى

كؤوس من البلّور قد حُشيت تبرا

كأنّ عيونَ النرجس الغضّ بالنّدى

عيونٌ تداري الدَّمعَ خيفة أن يُدري

كأنّ جنى الخيري في غبش الدُجى

نسيمُ حبيبٍ زار عاشقَهُ سرّا

كأنّ ينابيعَ المياهِ مراجلٌ

تفورُ وقد أذكت لهنّ الحصى جمرا