خلعت العذار بشيب العذار

خلعت العذار بشيب العذار

فما يقبل اليوم منكَ اعتذار

وقالوا المشيب وقار الفتى

وهذا المشيب فأين الوقار

جلا صبحه عنك ليل الشباب

فشمسك مؤذنة باصفرار

أراك صحبت حياة الغرور

وتسحب جهلا ذيول اغترار

ألست ترى كدرا صفوها

ونجمك قد مال يبغي انكدار

وكيف تنام على غرّة

وسيف المنية ماضي الغرار

فلو كنت تحذر صرف الردى

إذن لفى النوم عنك الحذار

عبرت مراحل عمر الأشدّ

ولست أرى لك فيها اعتبار

وجرت بها عن طريق الهدى

صلاة وتعدو على أن تجار

أتاك الرحيل فشمّر له

فإما لى جنّة أو لنار

وكيف تقرّ بدنياك عينا

ولم تدر أين يكون القرار