ألا نبه الساقي فذا الليل قد أغفى

ألا نَبِّهِ السَّاقِي فَذا اللَّيْلُ قَدْ أغْفى
وبَرْقُ الدُّجى يُذْكي لِعَنْبَرِهِ عَرْفا
وهاتِ اسْقِني واشربْ مُعتّقةً صِرفا
فما لَذَّةُ الدُّنيا سِوى وَجْهِ مَحْبُوبِ
ومَشْروبِ
بِنَفْسي رَشاً مالي على عِشقهِ صَبْرُ
إذا غابَ عَنْ عَيْني فَمَكْنِسُهُ الصَّدْرُ
مُحَيَّاهُ لي رَوْضٌ ورِيْقَتُهُ خَمْرُ
وما ذُقْتُها لكِنْ هُوَ الشَّوق يَهْذِي بِي
لِتَعْذيبي
لِما بيَ فليُشفِقْ عَذُولي مِنَ الوَجْدِ
غَرامٌ بلا بُقيا وهَجْرٌ بلا حَدِّ
رَضِيْتُ لِمن يَهْوى بَخِيلاً ويَسْتَجدي
فيا مُهْجَتي ذُوبِي ويا أدْمُعي صُوبي
لِمَوصُوبِ
أيا مَنْ لأَشجانٍ تَسُومُ الحَشا سُقما
بُلِيْتُ بِتَيَّاهٍ يُقطِّعُني رَغْما
وَهَبْتُ لَهُ رُوحي فناهَبَني الجِسْما
فَقَدْ صِرْتُ مَمْلوكاً لهُ بَيْنَ مَوهوبِ
ومنهوبِ
رَشا في مُحيَّاهُ لِمُبصِرِهِ شُغْلُ
مُؤَدِّبُهُ يَهواهُ والصِّبْيَةُ الكُلُّ
شَكَوْتُ له وَجْدي فقالَ ولم يَغْلُ
لمن نَشْتَكُو بالحَقّ قَدْ أفْسَدْ لي تَوْدِيبي
وتَرْتيبي
- Advertisement -