ضاع مني الوقار

ضاعَ مِنّي الوَقارُ

بينَ كأسٍ تُدارُ وثَغْرِ

عَقْرَبُ الصُّدغِ حُفّا

برياضِ الخُدودِ

يَمْنَعُ الصَّبَّ قَطْفا

غَضِّ تلكَ الوُرودِ

قَدْ حَمانيَ رَشْفا

في الرُّضابِ البَرودِ

فَضُلوعي حِرارُ

قَدْ كَواها الأُوارُ بِجَمْرِ

أيُّ وَردةِ حُسْنِ

كُلِّلَتْ بِبَهارِ

تَحْتَ طُرَّةِ دَجْنِ

فوقَ وَجْهِ نَهارِ

يا عَذُوليَ دَعْني

قَدْ خَلَعْتُ عِذاري

لم يَسُغْ لي اعْتِذارُ

منْذُ قامَ العِذارُ بِعُذْري

يا هِلالاً تجَلَّى

في سَحابِ الحريرِ

وصَباحاً أطَلّا

فوقَ غُصنٍ نَضيرِ

كُلُّ قَلبٍ تَسلّى

والحَشا في سَعيرِ

كيفَ يُرجى قَرارُ

في الحَشا يُسْتَطارُ بِهَجْرِ

آه للعِشْقِ آها

والبِعادِ الطَّويلِ

مُهْجَةٌ قَد كَواها

بَرْحُ نارِ الغَليلِ

وجُفُونٌ بَراها

فَيْضُ دَمْعٍ هَمُولِ

أنْتَ نُعمَى ونارُ

ما عَلَيْكَ اصطْبِارُ لِعُذْري

مَن عَذيرُ فُؤادي

مِنْ دُموعِ جُفوني

بَرَّحَتْ بوِدادي

وأشاعَتْ شُجوني

فَظَلِلْتُ أُنادي

بأسىً وحَنينِ

لِيْ دُموعٌ غِزارُ

نَطَقَتْ يَوْمَ ساروا بِسرِّي