من عاذري من ناصري من منصفي

مَنْ عاذِري مَنْ ناصِري مَنْ مُنْصفي

هذا دَمي سَفكَتْهُ بِنْتُ المُنصِفِ

بِفِرَنْدِ خَدٍّ كالحُسامِ مُذَرَّبٍ

وقَوامِ قَدٍّ كالقَناةِ مُثَقَّفِ

وسِهامِ لحظٍ عَنْ قِسِيِّ حَواجبٍ

تَرْمي بِرِيْشِ الهِدْبِ مِنْ طَرفٍ خَفي

سَفكَتْ أنامِلُها الدِّماءَ فَقَدْ غَدَتْ

عَلَماً بِرَخْصِ بَنانِها المُطَّرِّفِ

إيهٍ غُزَيِّلةَ الأراكِ مَنِ الَّذي

أغْراكِ بِي ظُلماً ولَمّا يُنْصِفِ

أتُراكِ حِيْنَ سَبَرْتِ سُبْلَ تَصَبُّري

ألفَيتِ خِلَّكِ قد أحَلَّ ولم يَفِ

كَلاّ انْطِباعي في هَواكِ طَبيعةٌ

أضْحى بِها كَلَفي بِغَيرِ تَكَلُّفِ

أَأُخيَّةَ البَدْرِ المُنيرِ وضرَّةَ ال

غصنِ النَّضير وربَّةَ القَلْب الوَفي

للهِ أنتِ مَهاةَ خِدْرٍ لو بَدتْ

للشَّمسِ حَيَّتْها ولَم تَتوقَّفِ

هَيفاءُ يَثْنِيها الصِّبا طَوعَ الصَّبا

تَلْتاحُ عن مِثلِ الصَّباحِ المُشْرِفِ

دُريَّةِ الجِسمِ استُشِفَّ أديُمها

فَيكادُ مُضْمَرُ سِرِّها لا يَختفي

لانَتْ أعالِيها لِغِلْظَةِ سُفْلِها

ياجَوْرَ رِدْفَيْها وحَمْلَ المعطفِ

حَسناءُ قد جَلَّت بِفَضلِ جَمالِها

عَنْ زِينةٍ بِتَطَوُّقٍ وتَشَنُّفِ

غَنَّاءُ مُغنِيةٌ بِحُسنِ غِنائِها

عَنْ لَذَّةِ المَغْنى وطيبِ المألفِ

إنْ تَشْدُ فَالأسماعُ رَهْنُ تَشَوُّفٍ

أو تَبْدُ فالأبصارُ رَهْنُ توقُّفِ

مِلءُ المَسامِعِ والنَّواظِر بَهْجَةً

ما مِثلُها حدِّث بِذا ثُمَّ احْلِفِ

طُبِعَتْ على طَبْعِ النُّفوسِ فَشخصُها

قَصْدُ المُحِبِّ وطُرْفَةُ المُتَطرِّفِ

يا شمسَ حُسْنٍ قَد شَدَتْ شَمْسَ الضُّحى

إن شئتِ فالتاحِي وإنْ شئتِ اخْتَفي

ياخُوطةً مَهما انثَنتْ ثَنَتِ النُّهى

هل عَطْفةٌ تشفي صَبابَة مُتْلَفِ

أوَما تَرِقُّ عَلى مُحِبٍّ مالَهُ

أملٌ سواكِ أجَلْ وما في المُصْحَفِ

هَلّا اقْتديتِ بمعطَفيْكِ فَتَعطِفي

هَلّا ارْتَدَيْتِ حُلَى أبيكِ فَتُنْصِفي

ما أنتِ مُنصِفةٌ ولا ابْنَةُ مُنْصِفٍ

كَذبَ الهَوى إن كُنت بنْتَ المُنصِفِ