هذه الشمس حلت بالحمل

هذه الشَّمسُ حَلَّتْ بالحَمَلْ

ومُحَيّا الزَّمانِ الحالي

قد تَجلَّى سَناهُ في كمال

فاسقِني أكؤسي واملا لي

ولْتُدِرْها رَحِيقاً كالذَّهبْ

صِيغَ في قالَبٍ من نُورِ

قد تحلَّت بأسلاكِ الحَبَبْ

واكتستْ حُلَّة المهْجُورِ

جوهرٌ في نُضارٍ من لهبْ

قد تلاقَتْ على تَقْديرِ

فاسقِنِيْها ودَعْ من قَدْ عَذَلْ

وَيْكَ مالِي وللعُذَّالِ

في هوى أهيفٍ بدعِ الجَمال

بابليٍّ رخيِّ البالِ

جُمْلَةُ الأُنسِ في رَشْفِ الطِّلا

وودادِ الملاحِ الغِيْدِ

فاسقِني صاحِبي واشرَبْ عَلى

وُدِّ ذا الشَّادِنِ الأُملودِ

شقُّ بدرِ الدُّجا نَجْلِ العُلا

بُغْيَتي منتهى مَقْصودي

يالَهُ مَلْكُ حُسْنٍ لو عَدَلْ

في شَجٍ مُفرطِ البَلْبالِ

لم يَذُقْ قَطُّ طعماً للوِصال

دائم الدَّهرِ في أوْجالِ

ياهِلالاً لِقلبي أشْرَفا

هَلْ سَبيلٌ إلى لُقياكا

وقَضِيباً بِعَقْلي قَدْ هَفا

هَلْ حُنُوٌّ عَلى مُضْناكا

ما تُراعِي مُحِبّاً مُدْنَفا

تَحْتَ ذَيْلِ الدُّجا يَرْعاكا

مُغْرمَ القَلْبِ مجروحَ المُقَلْ

دَمعُ عَيْنَيْهِ في اسْتِرْسالِ

قد أبَى ما دَهاهُ من خَبال

أنْ يُرى عن أساهُ خالِ

مَن نَصيرُ المُعَنَّى المُتلفِ

لَيْتَهُ لم يكنْ لا كانا

مِنْ هوى ظَبْيِ أُنسٍ أهيَفِ

لم يَدَعْ عنهُ سُلْوانا

يَنْثني للصَّبا في مِطْرَفِ

قَدْ سَما حُسْنُه وازْدانا

يا لِقَدٍّ عَلى ذاكَ الكَفَلْ

مِثْلِ غُصْنِ النَّقا المُنْهال

ولِمَرْأى تعالى عَن مِثالْ

في جمالٍ وفي إجْمالِ

فَقُلْتُ لمّا جَفاني واعْتَدى

في صُدودي وفي إبْعادي

يا شِهاباً لِسَعْدي قَدْ بَدا

هَلْ لِمَرْآكَ مِنْ إسْعادِ

فانْثَنَى هازئاً بي مُنْشداً

يا لَهُ مِنْ رَخيمٍ شادِ

يا عَجَبْ كِفْ تِرِدْ وَصْلي سَهَلْ

وَأنا هُو السِّماك العالي

قد نُصِبْ رُمْح قَدِّي فِي اعتدالْ

نَرْمِ بِهِ كُلّ قَلْباً سَالِ