هل للعزا من سبيل

هَلْ للعَزا مِنْ سَبِيلْ

هَلْ يَشْتَفي السُّقْمُ

حَسْبِيَ يأْسٌ مُرِيحْ

قَد ضاقَ بِي الكَتْمُ

الغَوْثُ مِنْ ذا الهَوى

فُلَّ بِهِ عَزْمي

قد هَدَّ مِنِّي القُوى

وقَد مَحا رسمي

يا رَبّ هذا الجوى

لَمْ يَكُ في عِلْمِي

وأنت نعم المقيلْ

وحكمك الحكمُ

أجر فؤاداً قَريحْ

قَدْ خانَهُ الزَّعْمُ

لِسُوءِ حَالي ومَا

أدراكَ ما حالي

بَكى خَلِيلي دما

ورَقَّ عُذَّالي

لَمْ يأْنِ أن تَرْحما

يا خاليَ البال

جُدْ بالرِّضى يا بَخيلْ

مَطْلُ الغَنِيْ ظُلْمُ

لَمْ تَدْر أنَّ النَّصيحْ

سَماعُهُ إثْمُ

عَصيتُ فِيْكَ المَلامْ

ودِنْتُ بالوجْدِ

وقَدْ هَجَرْتُ المَنامْ

ولُذْتُ بالسُّهْدِ

فَهَلْ يُفيد الغَرامْ

لَدَيْكَ أو يُجْدِي

قَد حارَ فِيكَ الدَّليلْ

وضَلَّ بِي الحِلْمُ

لا قَلْبَ لي مُسْتَرِيحْ

كلّا ولا جِسْمُ

لو بِسِوى الأعْيُنِ

فُتِنْتَ يا قَلْبِي

رَجوتُ أن تَنْثَني

مُفَرَّجَ الكربِ

يَئِستُ لكِنَّني

أدعوكَ يا ربِّي

دُعاءَ صَبٍّ ذَليلْ

أسْلَمَهُ الجرمُ

فالوُدُّ مِنهُ صَحيحْ

وفي الحَشا كَلْمُ

تشْنِيعُ هذا الرَّقيبْ

ربّ ادْفَعَنْ شرَّهْ

أبصرَهُ مستريبْ

بوجههِ حُمْرَهْ

فَظَنّه قد أُصيبْ

وقَدْ شَدا جَهْرَهْ

صُبَيْ جُرِحْ فَالنَّخيلْ

رَشّ الحَبق دمُّ

بالله يا طَيْراً مَليحْ

قُلَ الخَبَرْ لأُمُّ