لعلياك في أفق الكمال مطالع

لعلياك في أفق الكمال مطالع

وسعدك بالإقبال والعز طالع

وغصن المعالي بالهنا عاد مثمرا

وروض المعاني قد زها وهو يانع

وورق الحمى في الايك بالبشر غردّت

وغنت على العيدان وهي سواجع

وهب نسيم القرب يعبق نشره

ووافى لنا العرف الذي منه ضائع

وعادت بك الايام تزهو كما بدت

سرورا وقد ردت اليها الودائع

واشرقت الايام حسنا وبهجة

وقد عمها نور من العدل ساطع

وقد سرت فينا سيرة عمرية

صدعت بها الباغين والحق صادع

وعزمك اضحى مثل امرك ماضيا

ومالك في افعال جود مضارع

وللملك سيفا قد جليت مهنداً

صقيلا له الرحمن بالمجد طابع

فيا شائما برق الحيا من نواله

ليهنك هذا الغيث هام وهامع

وهذا هو البحر الذي من اكفه

تشير الينا بالاكف الاصابع

وهذا حوى العلياء والمطلب الذي

عن البذل لم يحجبه في الجود مانع

وهذا باعلى قيمة يشتري الثنا

اذا قام في سوق المدائح بائع

وهذا لعمري قبلة الجود والندى

وما هو الا للمحامد جامع

وهذا هو البدر المنير ومن غدت

لطلعته تعنو البدور الطوالع

وما الدهر الا عبده وغلامه

يجيب لما يدعو سميع وطائع

قضى السعد جزما ان رابة مجده

اذا جالد الاعدا لها النصر راجع

اخو فعلات لا يطاق دفاعها

ومن للجبال الراسيات يدافع

ولم تلهه بيض عن البيض في الوغى

اذا صبغت من حمرهنّ المدارع

وسمر القنا اشهى من السمر عنده

اذا بيّضت سود التواصي الوقائع

وفي سلمه بحر من الجود وافرٌ

وفي حربه سم من الموت نافع

ونصرته وقع السيوف على العدا

وللضرب في الاسماع منها مواقع

صوارمه في الهام صلت وكم لها

هوى ساجد بين الصفوف وراكع

وكم غادرت فوق الثرى من معفر

طريح عليه طائر النسر واقع

ولا بدع ان سحت دماء على الثرى

وقد سطعت منها البروق اللوامع

بمقدمه الميمون سرت قلوبنا

وقد حسدتمنا العيون المسامع

اسيباي يا مولى له العز ناظر

وفي فلك العليا له السعد طالع

ويا بمن اذا ما السحب بالغيث اقلعت

فسيب نداه بالحيا متتابع

حللت دمشق الشام فانتظمت بها

عقود الهنا بالشمل والشمل جامع

وأيامها عن صبح عدلك اسفرت

وقد اينعت بالبشر منها المراتع

وفيها نشرت العدل من بعد طيه

وذكرك في الاقطار بالعدل شائع

وجبهتها اقمارها بك اشرقت

وعنها اميطت في الخدور البراقع

وربوتها بالدف ينقر طيرها

وغنى على جنك لها وهو ساجع

وقرت عيون طالما قد تفجرت

وفاضت اسى بالحزن منها المدامع

وزال يحمد الله ما ضاق ذرعه

وذاك بفضل الله والفضل واسع

فطابت بك الاوقات واعتدلت وقد

تنفست الايام والبين هاجع

ومما جناه الدهر اصبح تائباً

ومعتذراً قد جاء والعذر شافع

فاكرم به مولاي من عمل اتى

لنحوك يسعى ليس فيه تنازع

ودم وابق في عز وامرك نافذ

وفعلك ماضٍ مثل سيفك قاطع

ودونكها من عبد بابك خدمة

لها منك معنى رائق الوصف رائع

تسامت علوّاً بالطباق بيوتها

فكل معانيها الحسان بدائع

تخصك بالمدح الذي انت اهله

وتثني على الجود الذي انت صانع

فلا زلت محروس الجناب مؤيدا

لك الدهر عبد خادم وهو خاضع