أئن من الشوق الذي في جوانحي

أَئنُّ من الشَوق الَّذي في جَوانحي

أَنينَ غَصيصٍ بالشَراب قَريحِ

وأَبكي بعينٍ لا تكفُّ غروبُها

وَأَصبو بِقَلبٍ بالغَرام جَريحِ

وأَلتاعُ وَجداً كلَّما هبَّت الصَبا

بنَشر خُزامى أَو بنفحةِ شيحِ

إِلى اللَه قَلباً لا يَزالُ معذَّباً

بِتأَنيبِ لاحٍ أَو بِهجرِ مَليحِ

فَيا عصرَنا بالرَقمتين الَّذي خَلا

لَكَ اللَه جُد بالقُرب بعد نُزوحِ

أَرِقتُ وقد نامَ الخَليُّ من الأَسى

لبَرقٍ بأَعلى الرَقمتين لَموحِ

فَبِتُّ كَما باتَ السَليمُ مُسهَّداً

بجَفنٍ على تلك السُفوح سَفوحِ

يُهيِّج أَشجاني ترنُّمُ صادِحٍ

وَيوقِظُ أَحزاني تنسُّمُ ريحِ

فَلِلَّه بالجَرعاء حيٌّ عَهِدتُهم

يحلُّونَ منها في مَعاهدَ فيحِ

لَياليَ لَيلي من بَهيم ذوائِبٍ

وَصُبحي من وجه أَعرَّ صَبيحِ

هُمُ نُجحُ آمالي وَنَيلُ مآربي

وَصحَّةُ أَسقامي وَراحةُ روحي

لَئن مرَّ دَهرٌ بالتَنائي فقد حلا

غَبوقي بهم فيما مَضى وَصَبوحي