أربة الخدر ذات الريط والخمر

أَرَبَّةَ الخِدر ذاتَ الرَيط والخُمُرِ

إليكِ عنّي فما التَشبيبُ من وطري

في كُلِّ قامة عَسّالٍ تُأوِّدهُ

كفّايَ لي غنيَةٌ عن قدِّك النَضرِ

طويتُ عن كُلِّ أَمر يُستَلَذُّ به

كشحاً وأَغضيتُ عن وَردٍ وعن صَدَرِ

غَنيتُ بالمجد لا أَبغي سواهُ هوىً

في هزَّة السُمر ما يُغني عن السُمُرِ

وَما أَسِفتُ عَلى عَصرٍ قضيتُ به

عيشَ الشَبيبة في فَسحٍ من العُمُرِ

إِلّا لفرقة إِخوان أَلفتُهُمُ

من كُلِّ أَصيدَ مثل الصارم الذَكَرِ

طُهر المآزِرِ مذ نيطَت تمائمُهم

نالوا من المَجد ما نالوا من الظفرِ

شادوا قِبابَ المَعالي من بيوتهمُ

واِستوطنوا ذِروة العَلياء من مُضرِ

كَم فيهمُ من كَريمٍ زانَه شَمَمُ

تُغنيك غُرَّته عن طَلعةِ القَمرِ

سَقى الحَيا ربعَ أنسٍ ضمَّ شملَهمُ

ولا عدا سوحَهُ مُستعذَب المطرِ

يا للرجال لِصبٍّ بالعُلى قمنٍ

يُمسي وَيُصبحُ من دهر على غَرَرِ

لَو أَنصفتني اللَيالي حزتُ مُطَّلَبي

ولم أَبت حِلفَ وَجدٍ عاقر الوَطرِ

الآن أحرز آمالي وأدرِكُها

بماجِدٍ غير ذي مَنٍّ ولا ضَجرِ

مُسدَّدِ الرأي لم يعبأ بحادثَةٍ

وَلَم تخنه يدُ الأَيّام وَالغيَرِ