بك في ملة الغرام اقتديت

بك في ملَّة الغَرام اِقتديتُ

أَتُراني إلى سواكَ اِنتميتُ

وَهَواكُ الَّذي عليه اِنطويتُ

لك طَرفي حمىً وَقَلبي بيتُ

فيهما عهدك القَديم خَبيتُ

تحسبُ القَلبَ عنك مال وملّا

وَصحا بعد سُكره وتخلّى

لا وَعينيكَ لَستُ مِمَّن تسلّى

ومن السُكر ما صحوتُ وكلّا

كَيفَ أَصحو ومِن هواك اِنتشيتُ

ما كَتمتُ الهوى وَفرطَ الهُيام

بك إلّا وزادَ حرُّ أوامي

وإذا فهتُ للوَرى بغَرامي

بسطَ العاذلون فيك مَلامي

وَبساطَ القبول عنهم طويتُ

زعم اللائمُ الَّذي قد تعنّى

أَنَّني قد سَلوتُ وهماً وظنّا

وَفؤادي أَدرى بما قد أَجنّا

كَيفَ يَنوي السلوَّ عنك المُعنى

يا مُنى القلب وهو في الحَيِّ مَيتُ

قَد أَطالَ الفراقُ والبين أَسري

وَقَضى لي عنكَ البعادُ بهجرِ

وَهَداني للصَبرِ من ليس يَدري

وَضلالٌ عن مثل حسنكَ صَبري

فَلِقَلبي الهَنا بأَنّي اِهتديتُ

هامَ قَلبي عَلى حماك ولُبّي

وَغدا العَقلُ في هَواكَ يُلبّي

رمتُ قرباً فمذ خطيت بقرب

بك يا كعبةَ الوفا طافَ قَلبي

وَبدا بارقُ الصَفا فَسَعيتُ