خطرت في شمائل ونعوت

خطرَت في شَمائِلٍ ونُعوتِ

نَفتِ العَقلَ في مَحلِّ الثُبوتِ

وَتَجَلَّت تَميسُ في ثَوب حُسنٍ

حيكَ بالكبرياءِ والجَبَروتِ

شاهدَ العَقلُ من وَميضِ سَناها

ما سَباهُ فظلَّ كالمَبهوتِ

وَرآها قَد أَرخصَت كلَّ غالٍ

فَتَغالى في حُسنها المَنعوتِ

رامَ ذو النُطق أَن يَفوهَ بِقَولٍ

فاِنثنى لم يَسَعه غير السكوتِ

إن تيمَّمتَ سَمتها فتجنَّب

يا أَخا العَزم عَن جَميع السموتِ

وإذا ما دَنوتَ قُربَ حِماها

فاِخلع النَعلَ خاضِعاً بقُنوتِ

واِحفظِ القَلبَ أَن يَبوحَ بسرٍّ

واِنتظِرها لوَقتِها المَوقوتِ

وإذا أَصفَتِ الهَوى وأَدارَت

في صفا الدرِّ ذائبَ الياقوتِ

فاِغتبِقها ولا تمِل لِسِواها

فهي تُغني المحبَّ عن كُلِّ قوتِ

لَو تَجَلّى منها على الكون كأسٌ

أَسكرَت كلَّ ناطِقٍ وَصَموتِ

ولَعمري لَولا سَناها بِلَيلٍ

ما اِهتَدى مُدلجٌ إِلى الحانوتِ

يا سُروري بها وقد وَلِهَ القل

بُ فأَلهت بِسِرِّها اللاهوتي

آنسَت وحشةَ الفؤادِ وجلَّت

عنه بالنور ظُلمَةَ الناسوتِ

قد رآها الكَليمُ نورَ هُداهُ

ثُمَّ كانَت سَكينَةَ التابوتِ

أَمَّ طالوتُ حانَها فحبَتهُ

مُلكَ قَوم طالوا على طالوتِ

واِحتَساها داودُ صِرفاً فأَضحى

ظافِراً في الوَغى على جالوتِ

وأَضَلَّت عقولَ قَومٍ فَقالوا

هيَ سِحرٌ يُعزى إلى هاروتِ

وَطَغى من طَغى بِجَهلٍ عليها

فهدَتهُ للجِبتِ والطاغوتِ

وَنَفَته عَن مَشهد القُربِ منها

فَنَفاها بِعَقلهِ المَسبوتِ

زادَتِ العالِمَ الوَقورَ ثَباتاً

واِستخفَّت بالجاهِل المَمقوتِ

كيفَ يَخفى عن العيون سَناها

وهوَ بادٍ في المُلك والمَلَكوتِ

قل لِنَفسٍ قد نازَعَتكَ إِليها

إِن تَرومي بها الحَياةَ فَموتي