سل الديار عن أهيل نجد

سَلِ الدِيارَ عن أهَيلِ نَجد

إِن كانَ تسآلُ الدِيارِ يُجدي

وَقِف بهاتيك الرُسوم ساعةً

لَعَلَّه يُطفي لَهيبَ وَجدي

منازِلٌ قد حزتُ فيها أَرَبي

وَنِلتُ سؤلي وَقَضيتُ وَعدي

ما عنَّ لي ذِكرُ زَمانٍ قد مَضى

بظلِّها إِلّا وَهاجَ وَقدي

أَصبو من الهند إِلى نَجدٍ هَوىً

وأَينَ نَجدٌ من ديار الهِندِ

وألتقي كلَّ رياحٍ خطرَت

أَحسَبُها لَيلاً نَسيمَ نَجدِ

آهِ من البَين المُشِتِّ وَالنَوى

كَم قرَّحا من كبِدٍ وَخَدِّ

فهل ترى ينتَظِمُ الشَملُ الَّذي

قد نَثرتهُ البينُ نثرَ العِقدِ

وَهَل لأَيّام الصِبا من رَجعَةٍ

أَم هَل لأَيّام النَوى من بُعدِ

أَنوحُ ما ناحَ الحَمامُ غُدوَةً

هَيهاتَ ما قصدُ الحَمام قَصدي

أَبكي وَتَبكي لَوعةً وطَرَباً

وما بُكاءُ الهزلِ مِثلُ الجدِّ

ظنَّت حَماماتُ اللِوى عشيَّةً

في الحُبِّ أَنَّ عندها ما عِندي

تَلهو عَلى غُصونِها وَمُهجَتي

تَصبو إِلى تلك القُدودِ المُلدِ

شَتّانَ ما بين جَوٍ وَفَرِحٍ

وَبين مُخفٍ سِرَّه وَمُبدِ

ما مَشرَبي صافٍ وإِن ساغ ولا

عيشيَ مِن بَعد النَوى برَغدِ

سل أَدمُعي عَمّا تُجنُّ أَضلُعي

فالقَلبُ يُخفي والدُموع تُبدي

كم أَنشدُ الرَوضَ إذا هبِّت صباً

تنبَّهي يا عذباتِ الرَندِ