ألم تر أن الصاردية جاورت

أَلَم تَرَ أَنَّ الصارِديَّةَ جَاوَرَت

لَياليَ بالمَمدورِ غَيرَ كَثيرِ

ثَلاثاً فَلَمّا أَن أَصابَت فُؤادَهُ

بِسَهمَينِ مِن كُحلٍ دَعَت بِهَجيرِ

بِأَحَمَرَ ذَيّالِ العَسيبِ مُفَرَّجٍ

كَأَنَّ عَلى ذِفراهُ نَضخَ عَبيرِ

حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصَاتِ إِلى مِنىً

زَفِيفَ القَطَا يَقطَعنَ بَطنَ هَبيرِ

لَقَد كانَ حُبُّ الصارِدِيَّةِ بَعدَما

عَلا في سَوادِ الرَأسِ نَبذُ قَتيرِ

يَكونُ سَفاهاً أَو يَكونُ ضَمانَةٍ

عَلى ما مَضى مِن نِعمَةٍ وَعُصورِ

عَدِمتُ الهَوى لا يَبرَحُ الدَهرَ مُقصِداً

لِقَلبي بِسَهمٍ في الفُؤادِ طَرِيرِ

وَقَد كانَ قَلبي ماتَ لِلحُبِّ مَوتَةً

فَقَد هَمَّ قَلبي بَعدَها بِنُشورِ

جَلَت إِذ جَلَت عَن أَهلِ نَجدٍ حَميدَةً

جَلاءَ غَنِيٍّ لا جَلاءَ فَقيرِ

وَقَالَت وَما زادَت عَلى أَن تَبَسَّمَت

عَذيرَكَ مِن ذي شَيبَةٍ وَعَذيري