أنا ابن ميادة لباس الحلل

أَنا اِبنُ مَيّادَةَ لَبّاسُ الحُلَل

أَمَرُّ مِن مُرٍّ وَأَحلى مِن عَسَل

حَتّى إِذا الشَمسُ دَنا مِنها الأُصُل

تَرَوَّحَت كَأَنَّها جَيشٌ رَحَل

فَأَصبَحَت بِصَعنَبى مِنها إِبل

وَبِالرُّجَيلاءِ لَها نَوحٌ ثُكُل

يَتبَعنَ سَدو سَبِطٍ جَعدٍ رِفَلّ

كَأَنَّ حَيثُ تَلتَقي مِنهُ المُحَل

مِن جانِبَيهِ وَعِلانِ وَوَعِل

ثَلاثَةٌ أَشرَفنَ في طودٍ عُتُلّ

يَجرَعنَ في كُلِّ مَريٍّ مُعتَدِل

جَرعاً أَداويّاً مَتى يَصعَد يَصِلّ

مِن كُلِّ جَوفاءَ لَها جَوفٌ هِبَلّ

ظَلَّت بِحَوضِ البَرَدانِ تَغتَسِل

تَشرَبُ مِنهُ نَهَلاتٍ وَتَعِلّ

يا صاحِبَ الرَّحلِ تَوَطَّأ وَإِكتَفِل

وَإِحذَر بِدِغنانَ مَجانينَ الإِبِل

كُلُّ مَطارٍ طامِحِ الطَرفِ رِهَلّ

أَلزَمَها الرّاعي صِراراً لا يُحَلّ