أهاجك المنزل والمحضر

أَهاجَكَ المَنزِلُ وَالمَحضَرُ

أَودَت بِهِ رَيدانَةٌ صَرصَرُ

كَأَنَّها وَهِيَ عَلى طيبِها

يَفوحُ مِنها المِسكُ وَالعَنبَرُ

بَيضَةٌ أُدحيٍّ لَها حاضِنٌ

هِجَنَّعٌ ذو هُدُبٍ أَزعَرُ

في رَوضَةٍ خَضراءَ مَوسومَةٍ

باتَ يُدَنّيها إِذا تُمطِرُ

حَتّى إِذا الصُبحُ بَدا ضَوءُهُ

لاحَ وَمِنها واضِحٌ أَزهَرُ

أَقلَعَ عنها وَهِيَ في رَأدِها

لَها شُعاعٌ وَلَها مَنظَرُ

يا جَعفَرَ الخَيراتِ يا جَعفَرُ

لَيتَكَ لاتُنعى وَلا تُقبَرُ

وَلاتَزالُ الدَهرَ في نِعمَةٍ

يَغدو عَلَيكَ المِسكُ وَالعَنبَرُ

لِلفاعِلِ المَعروفِ في قَومِهِ

لايَستَوي المَعروفُ وَالمُنكَرُ

قَومٌ إِذا ما حارَبوا صَبَروا

وَإِنَّما يَقدِرُ مَن يَصبِرُ

إِنَّ بَني العَباسِ في مُشرِفٍ

يَزِلُّ عَنهُ الغُفُرُ الأَحمَرُ

لَهُ الفَعالُ وَلَهُ الوالِدُ ال

أَكبَرُ فَالأَكبَرُ فَالأَكبَرُ

دانَ لَهُ الرَوقانِ مِن وائِلٍ

وَقَبلَهُ دانَت لَهُ حِميَرُ

يَغدو بِها قَرَمُ بَني هاشِمٍ

مُقَلَّصٌ ذي خُصَلٍ أَشقَرُ

كَأَنَّهُ مِن طولِ تَمعاجِهِ

وَالطَعنُ في مِنحَرِهِ أَشتَرُ