أهاج لك الشوق الطلول الدوارس

أَهاجَ لَكِ الشَوقَ الطَلولُ الدَوارِسُ

عَفاهُنَّ سَفسافٌ مِنَ التُربِ يابِسُ

مَنازِلُ أَسقاهُنَّ غادٍ وَرائِحٌ

وَسارٍ سَرى مِن آخِرِ اللَيلِ راجِسُ

كَأَنَّ وَميضَ البَرقِ في حُجُراتِهِ

مَصابيحُ رُهبانٍ سَقاهُنَّ قابِسُ

وَآخِرُ عَهدِ الوَصلِ مِن أُمِّ جَحدَرٍ

بِذي العُشِّ إِذ رَدَّت عَلَيها العَرامِسُ

عَرامِسُ ما يَنطِقنَ إِلّا تَبَغُّماً

إِذا أُلقِيَت تَحتَ الرِجالِ الطَنافِسُ

وَإِنّي لَئِن أَلقاكِ يا أُمَّ جَحدَرٍ

وَيَحتَلَّ أَهلانا جَميعاً لَآيِسُ

وَمِن أَجلِها كَلَّفتُها النَصَّ وَالسُرى

وَأَشعَثُ قَد نَبَّهَتهُ وَهُوَ ناعِسُ

بِذِكراكِ حَتّى طارَ عَن رَأسِهِ الكَرى

كَما طارَ فَرخُ البانَةِ المُتَمايِسُ

وَنَحنُ قَتَلنا الأَصبَغَينِ كِلَيهِما

وَنَحنُ حَمَلنا الأَلفَ إِذ هاجَ داحِسُ

وَنَحنُ قَتَلنا إِبنَ الشَريدِ فَأَصبَحَت

عَذايِرُهُ تَعفو عَلَيها الرَوامِسُ

مَوانِعُ لا يُعطينَ حَبَّةَ خَردَلٍ

وَهُنَّ دَوانٍ في الحَديثِ أَوانِسُ

وَيَكرَهنَ أَن يَسمَعنَ في اللَهوِ ريبَةً

كَما كَرِهَت صَوتَ اللِجامِ الشَوامِسُ