يا من به أنا مغرم

يا مَن به أنا مُغرَمُ

ارحم فمثلِيَ يُرحَمُ

لم يَبقَ فيّ بقيَّةٌ

أُجفى بها أو أُظلم

هذا زَمانُك لو قَبلـ

ـتَ وكُنت ممن يُنعِم

ما الحُسن إِلّا دولةٌ

محبوبةٌ تُستَغنَم

فإذا انقَضت وأضَعتَها

جهلاً بها فستَندم

أنا قد نصحتُ وبعد ذا

نفسي فِدى مَن يَفهم

واللَه حسبي مَن يَعو

قك إنما هي أسهُم

ومن العِذار يُخال رَقـ

ـماً وهو عندي أرقم

باللَه خبِّرني أوص

لي في الكِتاب محرَّم

ودَمي حلالٌ ما أرى

يُفتى بهذا مُسلم

ولقد ذكرتُ زمانَنا

والشَملُ عقدٌ يُنظَم

فبكيتُه حتى بكت

أَسفاً عليّ اللُوّم

يا حادي الأَظعان قِف

فلعلَّ أن يَتَلَوَّموا

ولئن أقمتَ بِمُهجتي

حيثُ اغتَدوا أو خيَّموا

فأرى لواحظَ قاتِلي

كم حيثُ أَلّا يَعلَموا

يا جيرَتي بِالمُنحَنى

ما باِختِياري بِنتُم

لا أوحش اللَه الحِمى

بِأُهَيل وُدّي مِنكُم

ما كنتُمُ إلّا النَعيـ

ـم مخلَّداً لو دُمتُم

لا فارَقَتكم مُزنةٌ

تَبكي البِلادَ فَتَبسم