أبدا تباشر وجه غزوك ضاحكا

أبداً تُباشرُ وجهَ غزْوِكَ ضاحكاً

وتؤوبُ منه مؤيَّداً منصوراً

تُدْني لك الأمل البعيدَ سَوَاهِمٌ

مَحقت أهلّتها وكُنّ بُدُورا

مِثلُ السّهامِ لوِ اِبتَغى ذو أربعٍ

في الجوّ مُطَّلَباً لكُنّ طيوراً

نَبذَت عَلائِقها بِحمصَ وَأَعلَقَت

سَحَراً بمعرِقِ عِرقِه الأظفورا

وعَدَوْن صافيثاءَ لاحَ شوارُهَا

قَد أَتْلَعت عُنقاً إليك مُشيرا

القَلبُ أَنتَ فَإِنْ تَعامى عَن هُدىً

عُضْوٌ أَهابَ بِهِ فَعادَ بَصيرا

عَرَفوا مَكانكَ وَالظهيرَةُ بَينَهُم

يُغري بَياضُ أَديمِها الدَّيجورا

أَينَ الذّبالُ مِنَ الغَزالةِ أَشرَقَت

وَجهاً وَطَبّقتِ البَسيطَة نورا

غَضبانُ أَقسمَ لا يَشيمُ حُسامهُ

وَالأَرضُ تَحمِلُ في الكُفورِ كفورا

غَسلَ العَواصِم أَمس مِن أَدرانِهم

وَاليَومَ ردّ بِهِ السّواحِلَ بَورا

لم يُبْقِ بين الحَوْلَتَيْن وآمِدٍ

وتراً لِمُضْطَغنٍ ولا مَوْتُورا

أَخْلَى دِيارَ الشّركِ مِن أَوثانِها

حتَّى غَدا ثالوثُهنَّ نَكيرا

رَفَعَ القُصورَ عَلى نَضائِدِ هامِهِم

مِن بَعدِ ما جَعلَ القُصورَ قُبورا

بِشَواحِبِ الأَلياطِ تَقطو في الظَّلا

مِ قَطاً وَتَهوي في الصَّباحِ نُشورا

غادَرتَ أَنطرسوسَ كَالطِّرسِ اِمَّحَى

رَسماً وَحَمَّرَ دِرعَها يحمورا

وَهيَ الرَّمادُ لِفتنةٍ كانت على الْ

إِسلام أَحكم كسره إِكْسيرا

هَتَمتَ طَرابُلسا فَأَصبَحَ ثَغرُها ال

بَسّامُ مِن عِزّ الثُّغُورِ ثَغِيرا

إِقْليدها كانَت وقَد أُنْطِيتَهُ

وَاِسأل بِهِ مِمّن دَهَتْهُ خَبيرا

إِنَّ الأُلَى أمِنوا وِقاعك بعدها

غُرُّوا وَقَد رَكِبوا الأَغرَّ غُرُورا

أَلْقِ العَصا فيمَن أَطاعَ وَمَن عَصى

مِنهُم وَدمِّرْ أَرضَهمْ تَدميرا

لا يُلْهِهِم أَنْ قَد مَنَنْتَ وشُنَّها

شَعواءَ تُصلي الكافرينَ سَعيرا

باكِرْ بِرَكْزِ قناً تُنَسِّفُ أُسَّها

والخَيلَ صَوِّر كَي تُزْيرَك صورا

وَتُريكَ لامِعَة التّريك بِساحَةِ الْ

أَقصى مُطَهِّرةً لَها تَطهيرا

أَوَ لَسْتَ مِن قَومٍ إِذا هَزُّوا القَنا

فَتَلوا مَعاصِمَهم لَها تَسويرا

وَإِذا هُمُ خَطَبُوا اليَراعَ عَزيزةً

ساقوا الشّفارَ عَلى المهارِ مُهورا

أَلقى قَسيماهُم إِلَيكَ أزِمَّةَ الْ

مُلْكَ المُطلِّ عَلى السُّهَا تَأثيرا

ضَحِكَت لَكَ الأيّامُ وَاِكتَأَبَ العِدا

قَلَقاً فَجِئتَ مُبشّراً وَنَذيرا

لا مُلْك إِلّا مُلكُ مَحمود الّذي

تَخِذَ الكتابَ مُظَاهِراً وَوَزيرا

تَمشي وَراءَ حُدودِهِ أَحكامُهُ

تَأتمُّهُنَّ فَيَحكم التّقديرا

يَقظانَ يَنشُرُ عدلهُ في دولَةٍ

جاءَت لِمَطْوِيِّ السّماح نُشُورا

خَلف الخَلائفَ قائِماً عَنهُم بِما

عَيُّوا به أَلْوَى أَلَدَّ غَيُورا

البَرُّ وَالمَعصومُ والمَهْدِيُّ والْ

مأمونُ والسَّفَّاحُ والمنصورا

بشّروا بهِ فعُهودهم وَعهادهُم

يمْتَحْنَ تحت لِوائه مَنشورا