ما الملك إلا ما حواه نجاده

ما المُلك إِلّا ما حَواهُ نِجادُهُ

وَتدينُ حُسَّدُهُ لِمُحْكَمِ آيِهِ

وَالفَضلُ ما شَهِدت بِهِ حُسّادُهُ

شَمسٌ إِذا ما الحَربُ زَرَّ جُيوبَها

حَلَّ المَعاقِدَ كَرُّهُ وطِرادُهُ

ألْوَى أَلَدّ حَمى الشَريعَة جهدُهُ

وَأَذلَّ ناصِيَة الضّلالِ جهادُهُ

صعقَ البِرِنْسُ وَقَد تَلَألأ برقُه

وَأَطارَ ساكِنَ جَأشِهِ إِرعادُهُ

وَلَّى وَقَد سُلَّت فَسَلَّت ضَغنُهُ

زُبر تَلقّى فَودَهُنَّ فُؤادُهُ

مُستَلئِماً مُستسلِماً لا عدَّةٌ

ردّ المُنَى عَنهُ وَلا اِستِعدادُهُ

وَلِجوسِلين اِحتَثَّهُنّ فَأَصبَحَت

نُهْبَى لَهُنَّ بلادُه وتلادُهُ

جاءَت بِهِ بَعدَ الشّماسِ عَوابسٌ

قودٌ يَلين لِعُنفِهِنَّ قيادُهُ

وَتَصيَّدَتْهُ لَكَ السُّعود وقلّما

يَنجو بِخَيرٍ مَن أَرَدت مصادهُ

دانى لَهُ قيناهُ أَدهَم كُلَّما

غَنّاه طارَ شماتةً عوّادُهُ

سَلَبَت عزازَ عَزاءِهِ وبِقُورُسٍ

مَحجوبة فَرَشَت لَه أَقتادُهُ

وَبِتلِّ خالدٍ يَوم تَلَّ جَبينَها

خَلَطَ الثَّرَى بِجَبينِهِ إِخلادُهُ

وَغداً يُباشِرُ تَلَّ باشِرَ قَلبُهُ

بِأَحرّ ما حَمَل القلوبَ عِدادُهُ

مَنَّتْ أَمانيهِ بَشائِرك الّتي

عادَت لَهُنَّ مآتِماً أعيادُهُ

وحَبَوْتَ مُلْكَكَ من نظيم ثُغُورهِ

حَلْياً تَتَايَه تَحتَهُ أَجيادُهُ

لا يَخْدَعَنْكَ فإنّما إِصلاحُ مَن

يُخشَى انتشاط خناقه إفسادُهُ

أَنزِلهُ حيثُ قَضت لَهُ غَدراتُهُ

وأَحَلّه طُغيانه وعنادُهُ

في حِيثُ لا يَأوي لَهُ سَجّانُهُ

حَنَقاً وَيكشطُ جِلدُهُ جَلّادُهُ

وَثَنٌ هَدَمتَ بَني الضّلالِ بِهَدمِهِ

وَعَدت عبادك عَنوةٌ عبادُهُ

فَتَكَت بِهِ آياتُ مَنْ لِمُحَمَّدٍ

وَلِدِينِهِ إِبداؤُهُ وَعوادُهُ

أَو أَنشط البَلَدَ الحَرامَ تَواءَمَت

تُثْني عَلَيهِ تِلاعُهُ وَوِهادُهُ

وَلَوَ اَنَّ مِنبَرَهُ أَطاقَ تَكلُّماً

نَطَقَت بِباهرِ فَضلِهِ أَعوادُهُ

نامَ الخَليفَةُ وَاِستَطالَ لذَبّهِ

عَن سدّتَيهِ وَاِستطيرَ رُقادُهُ

رَجَعَت لَكَ العِزَّ القَديمَ سُيوفُهُ

ما زانَ رَونَقُ مائِها أَغمادُهُ

مِن بَعدِ ما نَعقَ الصّليبُ لِحِزبِهِ

وَرَأَيتَ زَرعَ المُلْكِ حانَ حَصادُهُ

أنَّى تُمِيلُ الحادثاتُ رِواقَهُ

بِهبوبِها وَاِبنُ العِمادِ عِمادُهُ