ما برقت بيضك في غمامها

ما بَرِقَت بيضُكَ في غَمامِها

إِلّا وَغَيْث الدّينِ لاِبتِسامِها

مَحمودٌ المَحمودُ جَدّاً وجِدّاً

أَرخَصَ جِلدَ الأَرضِ حكمَ عامِها

مَلْكٌ أَزالَ الرُّومَ عَن صُلبانِها

دِفاعُهُ وكبَّ مِن أَصنامِها

جالَ عَلى الجَوْلانِ أَمس جَولةً

صَفَّرَتِ الأُدحيَّ مِن نَعامِها

وَالجَوْنُ قَد جَرَّعَها أُجونُهُ

وفَلَّ مشحوذاً مِنِ اِعتِزامِها

وَشَدَّ في القدِّ لَهُ مَليكُها

قَود عَتودِ القَوْطِ في شبامِها

وَفي الرُّها صابَت لهُ سَحابَةٌ

صَاروا جُفَاء خَفَّ في اِلتِطامِها

وَهبَّ في هابٍ لَهُ عَواصِفٌ

تَجَهّمتها الْهِفَّ مِن جَهامِها

وَكَفْرُ لاثا لاثَ في جَبينِها

لَثمُ ظُباً أَبَت على أَشامِها

وَقائِعٌ يَرفَضُّ تَحتَ وَقعِها

نَظمُ الثُّرَيَّا في فضا مصامِها

فَساعَة البيضِ إِذا عدَّدها

سَوط عَذابٍ صبَّ في أيّامها

وَا عَجباً لعُصبِ الشّركِ الّتي

لَم يَعصِب الرُّشدُ عَلى أَحلامِها

حِكمَةَ اِستِواءها في غيّها

في نَقصِ ما أحصدَ مِن إِبرامِها

مُظفَّر الرّاياتِ والرّأيِ إذا ال

حَربُ مَشت تَعثُر في خِطامِها

عَدَت بِهِ حَدَّ العَلاءِ هِمَمٌ

هُنّ النجومُ أَو نَواصي هامِها

جَلَت لَهُ الدُّنيا عَلى زَبرجِها

عَفواً فَلم تلوِ على خطامِها

رَأتهُ وهوَ اللَّيْثُ يدمي ظفرُهُ

أَنفذ في المشكِلِ مِن حُكّامِها

فَتَوّجَتهُ العزّ في مَرتَبَةٍ

تَمنطّقَ الجَوزاء في نِظامِها

غَضبان لِلإِسلام لا يُغيظُهُ اِسْ

تِسلامُها لِلقسّر مِن إِسلامِها

خَطَّ عَلى مِثل أَبٍ طاعَت لَهُ الْ

آفاقُ وَاِستَشرَفَ لاِغتِشامِها

تَصرِفُ الدّنيا عَلى إِيثارِهِ

عِراقَها مُستردفاً بِشامِها

لَو لَم يَكُن دونَ مِنى فاتَ المُنى

وَأَقعدَ الفائِزَ مِن قوّامها

وامْتَك ماءَ مَكّةَ رَواضعٌ

يَقصُرُ باعُ الدّهرِ عَن فِطامِها

وَصارَ كَالجَمرِ الجمار وَخَلا

مِن أَهلِهِ الأَشرَفُ مِن مَقامِها

وَدونَها لازِلتَ تَرقى في حِمىً

مِن مُؤلِمِ الأَرواءِ أَو لِمامِها

تُلْبِسُ بَيتَ اللَّهِ وَشيَ يَمَنٍ

يَقَرأ آياتكَ مِن أَعلامِها

فَإِنّما الدّينُ رَحىً قَطّبتَها

وَبازِل مُكِّنتَ مِن زِمامِها

أَمَّت بِنا الآمالُ مِنكَ كَعبَةً

سِلم اللّيالي آيَةُ اِستِسلامِها

وَأَرشفَتنا بكَ ثَغرَ نِعمَةٍ

لا نَسأَلُ اللَّه سِوى دَوامِها