محمود المربي على أسلافه

مَحمودٌ المُرْبي عَلى أَسلافِهِ

إِن زادَ في حَسبِ الحَسيبِ نجارُ

مَلكٌ إِذا تُليَتْ مَآثِرُ قَومِهِ

كَسَد اللّطيم وَهَجّن النّوّارُ

مَلَأ الفِرنجَةَ جورُ سَيفِكَ فيهم

فَلَهم على سَيفِ المُحيطِ جُؤآرُ

يوماً يُزيركَ جوفَ عِرْقَةَ معلماً

جونٌ له خلْف الدّرُوب أوارُ

وَيَجرَّ في الأُردنِّ فَضلةَ ذَيلِهِ

نَقعٌ بِأَكنافِ الأُرُنطِ مثارُ

إِمّا تُبيح حَريمَ أَنطاكِيّة

أَو يَفجأُ الدارومَ مِنكَ دَمارُ

عفَّى جهادك رسْمَ كلّ مَخُوفةٍ

وعَفَتْ بِصفوةِ عَدلِكَ الأكدارُ

وَمَحا المَظالمَ مِنكَ نَظرةُ راحمٍ

للَّه في خَطَراتِهِ أَسرارُ

غَضبان للإِسلامِ مالَ عَمودُه

فَلِنورِهِ مِمّا عَرَاهُ نوارُ

وجَذَمْتَ كُلَّ يدٍ تَسور على يدٍ

فَأَحلتَ ذاكَ السُّورَ وهوَ سوارُ

لَم يَبقَ ماكِسُ مُسلِمٍ سِلَعاً ولا

ساعٍ لِمَظْلِمَةٍ ولا عَشَّارُ

هَمَدوا كَما هَمَدَت ثَمود وَقادَهم

لِخسارِهم مِمّا أَتوه قدارُ

العَارُ في الدُّنْيا شَقُوا بلباسِهِ

ولباسُهُم يوم الحساب النّارُ

كم سِيرةٍ أَحْيَيْتَها عُمَرِيَّةً

رُفِعَتْ لها في الخافقَيْن مَنارُ

ونوافِلٌ صيَّرْتَهُنَّ لوازِماً

بأقلّها تُسْتَعْبَدُ الأحرارُ

لا زِلتَ تَقفوا الصالِحينَ مُسابقاً

لهمُ وتَطْلُعُ خلفكَ الأبرارُ

نَفسُ السِيادَة زهد مِثلِكَ في الّذي

فيه تفانت يَعْرُبٌ ونِزارُ

ومتى أدَّعي ما تَدَّعيهِ مُحكّمٌ

أَوْهَى معاقِد دِينه دينارُ

للَّه ما ظَفرت بِهِ مِنك المُنَى

وتكنَّفت من رُكْنك الأستارُ

وسقى الغمامُ ثَرَى أبيك فإِنَّهُ

أزْكى ثرى قَطَرَتْ عليه قطارُ

شهدتْ نضارةُ عُودِك الغضِّ الجَنا

أَنَّ الَّذي اِستُخْلِصتَ منه نُضارُ

أَمّا نَهارُك فَهوَ لَيلُ مجاهد

وَاللَيلُ مِن طولِ القيامِ نهارُ

فَلِذلِكَ النَّصرِ العزيزِ أَدِلَّةٌ

كيف اتَّجَهْتَ وللفتوح أَمارُ