هي الخيل خير عتاد الكريم

هِيَ الخَيلُ خَيرُ عَتادِ الكَريمِ

يُحَضِّرُ لِلهَمِّ إِحضارَها

ضَغمْت فَأَدْرَرت أَفواهَها

وَسِرت فَقَلَّمت أَظفارَها

إِلامَ وَلَم تُبقِ مِمّا غَزَوْتَ

قُلوباً تُكابِدُ إِذعارَها

أَما في مُفَصّلِ آيِ الْقِرا

عِ أَنْ تَضَعَ الحربُ أَوزارَها

عَسى أَن يُحمَّ لِهذا الحِما

مِ أَنْ يَتَوكَّرَ أَوكارَها

وَما يَوم مَن غلتهُ واحِدٌ

فَتودِعُهُ اللُّسْنُ أشعارَها

وَأَينَ المَقَاول ممّا فَعَلت

وَلَو شَفع القطر إِكثارَها

فَكَم أَجلَبَت خَلفَكَ الجافِخاتُ

فَصَلصَلَ فخرُك فخّارَها

أَعَدْتَ بِعَصركَ هذا الأَني

قِ فُتُوحَ النّبيِّ وأَعصارَها

فَواطَأتَ يا حَبَّذا أُحُدَيْهَا

وَأَسرَرتَ مِن بَدْر أَنوارها

وَكانَ مهاجرُها تابعيكَ

وَأَنصارُ رأيكَ أَنصارَها

فَجَدَّدْتَ إِسلامَ سَلمانِها

وَعَمَّر جدُّك عُمَّارها

وَما يَومَ إِنّب إلّا كَتي

كَ بَل طالَ بِالبوعِ أَشبارها

وَأَيّامكَ الغرُّ مِن بَعدِهِ

تُعيد إلى الطَّيّ أغرارَها

وَلَمّا هَبَبتَ ببُصْرَى سَمَكت

بِأهباءِ خَيلِك أَبصارَها

وَيومٌ عَلى الجَوْنِ جَون السّرا

ة عزّ فسعّطَها عارَها

صَدَمتَ عُرَيْمَتَها صَدمةً

أَذابَت مَعَ الماءِ أَحجارَها

فَصبَّحْتَ بِالخَمسِ أَحفاضَها

ومَسَّيْت بِالخَمس أَبكارَها

وَفي تَلِّ باشِر باشَرْتَهُم

بِزَحْفٍ تَسَوَّر أَسوارَها

وَإِنْ دَالَكتهم دُلُوك فَقَد

شَددت فصدّقت أخبارَها

وَشَبّ التَّدامر حتّى طَلعتَ

عليها فَوَلَّتْكَ أدبارَها

مَشاهِدُ مَشهورةٌ نَمنَمت

على صَفحَةِ الدّهرِ أَسطارَها

يَلذُّ الأَغانِيَ تَرجيعُها

وَتَستَسفِرُ السَّفْرُ أَسفارَها

بَنيت لِوَفدِ المُنَى كَعبَةً

تُجيرُ المُعلَّق أَستارها

مَلَكت الأراضي مُغْبَرَّةً

تَكادُ تُحَدِّثُ أخبارَها

فَمازِلت تدجنُ حتَّى مَحَوتَ

دُجاها وَشَعشعت أَنوارَها

وَصَلْتَ فَأَعزَزتَ مِسكينها

وصُلْتَ فأذْلَلْتَ جبّارها

وَصُغْتَ حُلىً مِن عُلاً أحكمت

عَلى عَنق الدَّهر أزرارَها